جريدة أرض بلادي- شيماء الهوصي –

في قلب العاصمة الاقتصادية، تحولت الدار البيضاء إلى لوحة نابضة بالحياة خلال اختتام الدورة الأولى من المهرجان الدولي للثقافات، الذي حمل معه نسمات الفرح، وألوان الفن، وإيقاعات العالم، ليُعلن ميلاد تظاهرة ثقافية جديدة تكتب فصلاً مميزاً في ذاكرة المدينة.
على مدى أيام المهرجان، تمازجت الأصوات والإيقاعات، وتلاقحت الثقافات في أجواء احتفالية فريدة، جمعت بين الفلكلور المغربي الأصيل وأنغام موسيقى العالم، في مشهد يعكس بعمق غنى الهوية المغربية وانفتاحها على الآخر.
لم يكن الحدث مجرد مهرجان… بل رحلة في عوالم الإبداع! من ورشات التصوير الفوتوغرافي التي أطلقت عدسات الشباب نحو الجمال الخفي، إلى جلسات التسويق الرقمي التي كشفت أسرار الترويج الثقافي في زمن السرعة والتكنولوجيا.
المدير العام للمهرجان، محمد أمين الحمداوي، عبّر عن فخره بنجاح هذه الانطلاقة، مؤكداً أن الهدف هو بناء جسر ثقافي متين بين الأمم، ومنصة تمنح الشباب فضاءً للتعبير عن مواهبهم وإبداعهم. أما ممثلة جمعية أنوار جوهرة الثقافية، نورهان وجهات، فقد وصفت الدورة بـ”الاحتفال الكبير بالتنوع المغربي”، مشيدة بعرض الأزياء الذي خطف الأنظار، حيث تهادت عارضات القفطان على أنغام الموسيقى التقليدية، في مشهد أعاد الاعتبار للأناقة المغربية الأصيلة.
ولم يخلُ المهرجان من لحظات إنسانية مؤثرة، أبرزها تكريم كل من الراحل عمر الطايعي والمصمم عادل النكاش، تقديراً لمسيرتهما في خدمة الثقافة والإبداع.
الختام كان استثنائياً بامتياز… جمهور غفير، موسيقى تتعالى، أضواء تتراقص، واحتفاء خاص بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، تلك الملحمة التي وحدت القلوب والذاكرة.
هكذا، أُسدل الستار على الدورة الأولى من المهرجان الدولي للثقافات، تاركاً خلفه وعداً بدورات قادمة أكثر إشراقاً، وأفقاً جديداً يجعل من الدار البيضاء عاصمة للثقافات والإبداع العالمي.
