الدكتورة أم كلثوم جمال الدين.. مديرة دار المهاجر بالناظور نموذج الالتزام في خدمة مغاربة العالم

أرض بلادي

تُعتبر الدكتورة  أم كلثوم جمال الدين من الوجوه البارزة في إقليم الناظور التي كرست جهودها لخدمة أبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج، من خلال موقعها كمديرة لـ دار المهاجر، هذا الفضاء الذي أُنشئ ليكون جسراً للتواصل بين الوطن وأبنائه في المهجر. بفضل خبرتها وإخلاصها، استطاعت أن تجعل من هذا المركز نقطة استقبال دافئة وملاذاً لكل مغربي قادم من الخارج يبحث عن المعلومة الصحيحة، الدعم الإداري، أو حتى كلمة طيبة تُشعره بأنه في وطنه.

منذ توليها هذا المنصب، وضعت الدكتورة  أم كلثوم نصب عينيها هدفاً واضحاً يتمثل في جعل دار المهاجر بالناظور نموذجاً يُحتذى به على الصعيد الوطني، فحرصت على تطوير أساليب الاستقبال، وتبسيط المساطر الإدارية، وتنسيق العمل مع مختلف المصالح الإقليمية والوزارات المعنية  كانت تدرك أن المهاجر، بعد رحلة طويلة من الغربة والعمل، يحتاج إلى من يصغي إليه ويعينه على تذليل العقبات، سواء تعلق الأمر بإجراءات إدارية، أو قضايا عقارية، أو مسائل اجتماعية وقانونية.

تتميز  الدكتورة أم كلثوم بأسلوبها الإنساني في التعامل، فهي لا تكتفي بالجلوس وراء مكتبها، بل تستقبل بنفسها أفراد الجالية، وتمنح كل حالة ما تستحقه من وقت واهتمام. الاستماع بالنسبة لها ليس مجاملة، بل هو جزء أساسي من عملها، إذ ترى أن فهم احتياجات المهاجرين بدقة هو الخطوة الأولى نحو إيجاد الحلول الملائمة ومن خلال شبكة علاقاتها مع الإدارات والمؤسسات، تمكنت من حل العديد من الملفات العالقة التي كانت تؤرق أصحابها لسنوات.

وقد برزت جهودها بشكل خاص خلال اليوم الوطني للمهاجر، الذي يوافق العاشر من غشت من كل سنة ففي دورة هذا العام 2025، والتي نُظمت تحت شعار “ورش الرقمنة: تعزيز خدمات القرب الموجهة لمغاربة العالم”، حرصت الدكتورة  أم كلثوم على أن تكون دار المهاجر بالناظور في مستوى التطلعات حيث أطلقت سلسلة من اللقاءات التوعوية لفائدة أفراد الجالية حول الخدمات الرقمية الجديدة التي وضعتها الدولة رهن إشارتهم، ووفرت بتنسيق مع عمالة اقليم الناظور  فضاءات مجهزة بالحواسيب والربط بالإنترنت لمساعدتهم على الاستفادة الفعلية من هذه المنصات كما عملت على تيسير تواصلهم مع المصالح الإدارية عن بعد، مما وفر عليهم عناء التنقل وانتظار المواعيد الطويلة.

ولم تقتصر مساهماتها على الجانب الإداري فقط، بل أولت اهتماماً كبيراً بالجانب الاجتماعي والإنساني فهي تحرص على خلق أجواء ودية داخل دار المهاجر، من خلال تنظيم لقاءات مفتوحة، وورشات حوار، وأنشطة ثقافية تعكس عمق الارتباط بين الوطن وأبنائه في المهجر هذه المبادرات جعلت الكثير من المهاجرين يشعرون بأنهم ليسوا مجرد زائرين عابرين، بل جزء أصيل من النسيج الاجتماعي لمدينتهم.

أم كلثوم جمال الدين، بما تمتلكه من كفاءة إدارية ورؤية واضحة، استطاعت أن تُجسد الصورة الحقيقية للمسؤول القريب من المواطنين، وأن تكون حلقة وصل فعّالة بين أفراد الجالية المغربية بالخارج ومؤسسات وطنهم الأم إنها تؤمن بأن خدمة المهاجر ليست موسمية مرتبطة بشهر غشت، بل هي عمل يومي متواصل يستحق العناية والاهتمام على مدار السنة.

من خلال تجربتها ومسارها في هذا المجال، برهنت على أن الإدارة يمكن أن تكون إنسانية وفعّالة في آن واحد، وأن الإصغاء الجيد للمواطنين هو مفتاح النجاح في أي مهمة. واليوم، يلمس أبناء الجالية بالناظور وبالمنطقة الشرقية ثمار هذا العمل، ويعبرون عن امتنانهم لدكتورة  جعلت من دار المهاجر فضاءً حقيقياً للقرب، ومن نفسها سفيرة للإنصات والتضامن.