الدينامية المجالية والرهانات المستقبلية من خلال النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية

جريدة أرض بلادي -مجيد انهايري –

ينظم مركز ابن بطوطة للدراسات والابحاث العلمية والاستراتيجية بشراكة مع وكالة الجنوب لتنمية الأقاليم الصحراوية، ومختبرالتغيرات البيئية وإعداد التراب وشعبة الجغرافيا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدار البيضاء ندوة وطنية بعنوان:

(الدينامية المجالية والرهانات المستقبلية

من خلال النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية)

 

في ظل التحولات السوسيو اقتصادية الكبرى التي شهدها المغرب خلال العقود الأخيرة، عرف المجال الصحراوي المغربي دينامية متسارعة، تجلت أبرز مظاهرها في زيادة ديمغرافية لافتة، وتحول في نمط عيش الانسان الصحراوي بانفتاحه على المحيط الخارجي في إطار العولمة، وتحول تمثلاته للمجال الجغرافي، بالانتقال من ثقافة الترحال وممارسة أنشطة رعي زراعية مقلالة بالواحات، إلى الاعتماد على أنشطة اقتصادية أخرى مثل التجارة بمجموعة من المراكز الحضرية الناشئة. بموازاة هذه التطورات شهد الجنوب المغربي نمو أقطاب حضرية ساحلية، أضحت تلعب أدوارا محورية محلية وجهوية على المستوى الاقتصادي والإداري. ولعل الأوراش التنموية الكبرى التي تبناها المغرب بالأقاليم الصحراوية المغربية كمشاريع البنية التحتية من طرق ومطارات وموانئ… خير دليل على الأهمية التي يليها المغرب لمجاله الصحراوي باعتباره قاطرة للإقلاع الاقتصادي والتنموي.

وتكمن الأهمية الاقتصادية للمجال الصحراوي المغربي في انفتاحه على الواجهة الأطلنتية، وما يوفره ذلك من ثروات بحرية وإمكانات سياحية مهمة، كما يشكل انفتاحه على العمق الافريقي من بين دواعي الاهتمام بهذا الحيز الجغرافي الواعد، على اعتبار أن المغرب من بين أكبر اقتصاديات دول غرب افريقيا. ومن جهة أخرى تعتبر المؤهلات الطبيعية التي تزخر بها الصحراء المغربية من بين الأسس التي تستند عليها التوجهات التنموية الكبرى، خاصة فيما يتعلق بإنتاج الطاقة المتجددة، التي أضحى المغرب من بين الدول الرائدة في انتاجها.

ارتباطا بما سبق شهد المجال الصحراوي المغربي ارتفاعا متزايدا في الطلب على الموارد الطبيعية، خصوصا المائية منها، وأضحى مسرحا للعديد من مظاهر الإختطار وهشاشة الأنظمة البيئية، تستوجب التعامل معها بما يضمن الحفاظ عليها واستدامتها.

وفي ذات السياق، جاءت مضامين الخطاب السامي الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء سنة 2019، والذي ركز على إبراز قطبيتين جديدتين في المغرب، واحدة شمال أكادير وأخرى جنوبه، والذي بين أنه آن الأوان أن تحظى الأقاليم الجنوبية المغربية، بالاهتمام اللازم الذي يكفل تنمية متوازنة تمنح ديمقراطية مجالية على المستوى الوطني.

وفقا لهذه التوجيهات الملكية السامية، الرامية إلى تبني مقاربة تشاركية تنخرط فيها المؤسسات العمومية، وكافة فعاليات المجتمع المدني.

 

ويهدف هذا الحدث إلى فتح النقاش بين مختلف الباحثين المهتمين بالدينامية المجالية التي يشهدها المجال الصحراوي وشبه الصحراوي المغربي، والوقوف على مختلف الأوراش التنموية التي انخرط فيها المغرب بأقاليمه الجنوبية، وابراز الدور الفعال للباحث الجغرافي في الشأن التنموي المغربي، من خلال المساهمة في تعزيز القدرات في مجال التغيرات البيئية والموارد الطبيعية والتنمية المستدامة والتراث الثقافي.

محاور الندوة:

• التراث الطبيعية بالمجال الصحراوي وشبه الصحراوي المغربي: ظروف التشكل ورهانات التثمين

• تعزيز طرق البحث الجغرافي ورؤى الإدماج في المشروع التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية

• الطاقة المتجددة بالمجال الصحراوي المغربي السياق والرهانات

• الدينامية الديمغرافية والعمرانية بالأقاليم الصحراوية المغربية

• المجال الواحي المغربي بين ندرة الموارد وأشكال التأقلم

• التراث المادي واللامادي بالمجال الصحراوي المغربي الامكانات وسبل التثمين

• المخاطر الطبيعية بالمجال الصحراوي وشبه الصحراوي المغربي: الميكانيزمات وأشكال التدبير .