
وفيما يلي نص الحوار مع الشاعرة الضيافة ليلى التجري :
أعزائي المتابعين الكرام،
أهلًا وسهلًا بكم في الحلقة الأولى من برنامجكم “سيرة ومسار”، البرنامج الذي نلتقي فيه مع نخبة من المبدعين والمبدعات لنستعرض مسيرتهم الأدبية والفكرية، ونغوص في أعماق إبداعاتهم وتجاربهم. هدفنا من هذا اللقاء هو تسليط الضوء على المسارات الفريدة التي مر بها ضيوفنا، وأخذكم في رحلة معرفية تغني الروح وتفتح آفاق الفكر.
يسعدنا أن نفتتح هذا البرنامج مع شخصية أدبية متميزة، شاعرة وأستاذة، ورائدة في عالم الأدب والفكر، إنها الشاعرة القديرة ليلى التجري. الأستاذة ليلى، بمسيرتها الغنية وإسهاماتها في الإشراف على ورشات القراءة والجمعيات الثقافية، قد أسهمت في تعزيز مكانة الأدب والشعر في مجتمعنا.
نرحب بكِ أستاذة ليلى بكل فخر واعتزاز، ونتطلع إلى حوار ممتع نستكشف فيه تجربتك وإبداعاتك.
أهلًا وسهلًا بكِ، وبجمهورنا الكريم.
ليلى التجري
أستاذة ،شاعرة من مواليد مدينة الدار البيضاء ،تلقت تعليمها الابتدائي والثانوي والجامعي بنفس المدينة،خريجة جامعة الحسن الثاني- المحمدية ،كلية الآداب والعلوم الانسانية بنمسيك الدار البيضاء.
امتهنت مهنة التدريس منذ سنة 2008 بالمدارس الخصوصية،ومنذ سنة 2016 انتقلت للتدريس بالمدرسة العمومية.
حاصلة على شهادة تكوين بالمركز التربوي الجهوي درب غلف الدار البيضاء،و شهادة التميز في التأطير والتنسيق لمسابقات القراءة .
رئيسة جمعية سمفونية الزهور للثقافة والفنون
محررة ومراسة بجريدة أرض بلادي الالكترونية.
نشرت لها مقالات تحليلية ونقدية بجرائد ورقية والكترونية من بينها : الاتحادالاشتراكي،الأحداث المغربية ،بيان اليوم ،ماروك بريس ،مجلة M24،فور تنمية، أرض بلادي…
من مؤلفاتها :
1 ديوان شعر شظايا ذاكرة عن منشورات غاليري الأدب عام 2020م.
2 سمفونية الزهور عام 2021م.
3 عبق الوطن2023.
لها مشاركة في كتاب عوالم الحكي والتلقي في التجربة الروائية عند مصطفى لغتيري.
وكتاب سفر الابداع.
مرحبا بك استاذتي الفاضلة.
1• بداية المسيرة:
كيف كانت بداياتك في الكتابة الشعرية؟ وما الذي ألهمك للكتابة؟
بداية أتقدم بأحر تشكراتي لكم على برنامجكم القيم وأتمنى لكم التوفيق والسداد بإذن الله.
أحببت الكتابة وخضت غمار التجربة منذ أيام دراستي بالجامعة ،فقد كنت أشارك في الملتقيات والمسابقات المنظمة بالجامعة ، أسعد بكل نص شعري أو عمل إبداعي كنت
ومازلت أكتبه، كانت أولى باكورة أعمالي الإبداعية ديوان شعر” شظايا ذاكرة “عن منشورات غاليري الأدب من تقديم الأديب المغربي مصطفى لغتيري الذي أشكره جزيل الشكر على تشجيعه لنا لإصدار ديواننا الأول والغوص عميقا في عالم الابداع.
وتبقى الكتابة حس فني إبداعي في أرقى تجلياته ،أن تكون كاتبا يعني أن تتوفر فيك ملكة الابداع وأن تكتسب خيالا واسعا في الكتابة.
2• المواضيع الشعرية:
ما هي الموضوعات الرئيسية التي تركزين عليها في شعرك؟ وكيف تختارينها؟
إن موضوعات الشعر تتعدد وتتداخل فيما بينها، ومن الموضوعات المعالجة عموما كما قسمها الشاعر أبي تمام إلى عشرة موضوعات، هي الحماسة، والمراثي، والأدب، والنسيب، والهجاء، والأضياف ومعهم المديح، والصفات، والسير، والنعاس، والملح، ومذمة النساء.
والمركز عليها في غالبية كتاباتي الشعرية، موضوعات ذات ثيمة موحدة في شكلها متنوعة في تفاصيلها و عمقها الدلالي والايحائي، حين أغوص غمار التجريب والتجديد في الكتابة الشعرية فمن المواضيع المختارة: موضوع الزهور الأكثر انتشارا عبر العالم بقالب الاشتغال والخلق والابتعاد عن الصنعة والتكلف أثناء الكتابة ،لأمتع وأفيد أُذن المتلقي الذواق لأعذب الكلام.
3• تأثير الثقافة:
كيف تؤثر الثقافة العربية في شعرك؟ وهل هناك تراث شعري معين تسعين إلى إحياءه أو الاستلهام منه؟
الثقافة العربية بحر شاسع لا ينجو منه إلا المتمكن السليم الأمكن.
إن صح القول على الأديب والشاعر أن يتقن تقنيات الكتابة وأن يكون ملما بمختلف الثقافات من خلال تعدد وتنوع قراءاته لمختلف الأجناس الأدبية وأن لا يقتصر على صنف دون الآخر .
ثقافتنا العربية مصدر فخرنا ورمز وحدتنا علينا أن نحسن احتوائها في وعاء زخم بالألفاظ والمعاني الدلالية والايحائية والحفاظ على مقوماتها وتوابثها الرصينة.
أنهل من منبع كل شاعر أو أديب قرأت له ولا أحاول محاكاة قصيدة ما أو أديب بعينه ،ما يهمني كما قلت سلفا في نصوصنا الإبداعية أن نحدث طفرة نوعية جديدة ونترك بصمتنا الخالدة في عالم الكتابة تمتع وتفيد وتوطد وتوثق لأحداث، بأسلوب جمالي وبلغة شعرية راقية.
4• اللغة والأسلوب:
كيف تصفين أسلوبك الشعري؟ وهل لديك تأثيرات معينة من شعراء أو أدباء آخرين؟
خضت تجربة جديدة في الكتابة الشعرية ومغايرة للمعتاد،أتخذ في كتاباتي موضوعا موحدا متنوعا في أغراضه وتفاصيله،بعيدة إلى حد ما عن البوح التلقائي والتعبير العفوي.
تتلمذت بعدة مدارس شعرية وأدبية ولهم دور هام في مساري الإبداعي منهم : الشاعر محمود درويش،بدر شاكر السياب ،أدونيس، نزار القباني محمد الأشعري،شاعر الإسلام حسان بن ثابت …
ومن الأدباء طه حسين ،مصطفى لغتيري ،محمد زفزاف ،فكتور هيكو ..وغيرهم ممن أحدثوا تحولا في الكتابة،وأبدعوا في مختلف كل الأجناس الأدبية.
5• الشعر والواقع:
كيف تعكس أشعارك الواقع الاجتماعي والثقافي الذي نعيشه اليوم؟
الشعر بوح بما وقر واستقر في النفس بإحساس جمالي ولغة راقية تمتع وتفيد المتلقي ، وكأنك تقدم له طبقا شهيا يسر القلب ويبهج النظر،والشاعر سمي شاعرا لأنه يشعر بما لم يشعر به غيره من أحساسيس جياشة تأخذه لعالمه الخاص،بل يمكن القول بأنه نجح إلى حد ما في إبراز أسرار اللغة وقيمها الجمالية ودلالتها الصوتية.
6• التحديات:
ما هي التحديات التي تواجهينها كشاعرة في المجتمع العربي المعاصر؟ وكيف تتعاملين معها؟
كل أديب أو شاعر فهو مرآة لمجتمعه يسعى إلى الكشف عن خباياه وتقديمه للمتلقي بأسلوب جمالي واستثمار ثقافته في الكتابة.
بخصوص نصوصنا، أسعى إلى تقديمها للمتلقي بتوخي الغرضين الإمتاع والإفادة والتحفيز على القراءة والابداع ،كما أنني أحيانا أنقل هموم وأفراح شرائح مجتمعية بأسلوب شعري هادف،ولعل المتصفح لباكورة أعمالنا “شظايا ذاكرة” سيتمعن الأمر جليا.
خضت تجربة الكتابة الإبداعية عامة والكتابة الشعرية على وجه الخصوص حاملة تحديات ورهانات بأن المرأة المغربية والعربية لها صيت داخل المجتمع ،وأنها إلى جانب الرجل تسعى إلى إحداث تغيير جذري وتحقيق تنمية ثقافية.
7• المخاطرة والإبداع:
هل تعتقدين أن هناك مجالات معينة في الشعر تتطلب جرأة أكبر للتعبير؟ كيف تتناولين هذه المجازفات في كتاباتك؟
عدة مجالات تستدعي الجرأة في الكتابة خصوصا الطابوهات المسكوت عنها ،لا ينبغي أن نكتفي بالتصفيق و المدح أحيانا في بعض نصوصنا بل نسعى لتغيير واقع مجتمع وقضاياه المعاشة.
أسعى من خلال ذلك إلى إبراز مكامن الخلل وإيجاد حلول لمواضيع متطرق إليها،ولعل المتصفح لنصوصنا الشعرية سيستشعر الأمر.
8• القارئ والشاعر:
ما هو دور القارئ في تجربتك الشعرية؟وكيف تتوقعين أن يتفاعل القارئ مع قصائدك؟
من وجهة نظري فدور القارئ مهم في إغناء التجربة الإبداعية ،بل هو من يكسب نصوصنا دلالة وجمالية بقراءاته المتعددة لها .
حقيقة كانت تجربة مهمة من هذا المنبر أشكر كل من يشجعنا سواء بتعليقات عبر صفحتنا ،أو قراءة نقدية .
9• الشعر والهوية:
كيف يؤثر انتماؤك الثقافي على تجربتك الشعرية وهويتك ككاتبة؟
نحاول في جميع محطاتنا التأثير في الآخرين وليس التأثر ،وذلك بنشر الوعي الثقافي وإحياء فعل القراءة والابداع في نفوس أنهكتها قساوة الحياة،وبث جسور الحبور في قلوب تواقة لسلم وسلام بين الشعوب.
10• ما هو دورك في الجمعية وورشات القراءة، وكيف تؤثرين على الجيل الجديد من القراء والكتّاب؟
جمعيتنا جمعية سمفونية الزهور للثقافة والفنون من بين أهدافها الارتقاء بالفعل القرائي وتحبيب الكتاب لدى الناشئة وتشجيعه على الابداع،في هذا الصدد قمنا بإحداث جائزة الابداع الأدبي المخصصة للأسلاك التعليمية في نسختها الأولى، وقد لقيت استحسانا وإعجابا،آملين أن نجدد إحداثها خلال الدورات المقبلة بإذن الله.
في جمعيتنا نسعى إلى تنظيم لقاءات ثقافية واستضافة كتاب وأدباء مغاربة وأجانب لإحداث تنوع ثقافي .
كما أننا نقوم بتأطير لقاءات تربوية والإشراف على مسابقات ولقاءات القراءة من شأنها تحفيز المتعلمين والمتعلمات والمتلقي على القراءة والارتقاء بفعل القراءة بوطننا.
تكريسا لجهدنا في الشأن الثقافي والتربوي تم منحنا مؤخرا شهادة الدكتوراه الفخرية مسلمة من طرف أكاديمية النيل للشعر والأدب الدولية وأكاديمية اليزبيت البريطانية للمضي قدما برسالتنا النبيلة.
أتقدم لهما بأحر عبارات الشكر والامتنان على تشجعيهما لنا.
11• مشاريع مستقبلية:
هل لديك مشاريع شعرية جديدة أو أعمال قيد التحضير؟ وما الذي يمكن أن نتوقعه منك في المستقبل؟
دائما سيبقى الشعر حاضرا في وجداني،وفي كتاباتي الإبداعية، إلى جانب الكتابة النقدية والغوص في عالم الكتابة القصصية والروائية بأعمال مرتقبة بإذن الله.