جريدة أرض بلادي – شيماء الهوصي –
تستعد بلدة بئر مزوي بإقليم خريبكة لاحتضان الدورة التاسعة من ملتقى سينما المجتمع، التي ستُنظَّم ما بين 13 و15 نونبر 2025، تزامنًا مع الاحتفاء بذكرى المسيرة الخضراء وعيد الاستقلال. وتحمل هذه الدورة اسم الفنان عبد الله فركوس، تكريمًا لمسيرته في التمثيل والإخراج.
ضمن فقرات هذا الملتقى، ستُقام ندوة فكرية صباح يوم السبت 15 نونبر، تُخصص لموضوع “الكوميديا في السينما المغربية”، بمشاركة نخبة من الباحثين والمهنيين في المجال، من بينهم الكاتب والسيناريست عبد الرحمان مسحت، والكاتب والإعلامي سليم لواحي، والأستاذ الباحث مصطفى الفادي، بالإضافة إلى الإعلامي والمخرج جبير مجاهد.
تهدف هذه الندوة إلى إلقاء الضوء على موقع الكوميديا في المشهد السينمائي المغربي، وتحليل أبعادها الجمالية والفنية، وكذلك رصد رهاناتها التجارية والجماهيرية. فالطابع الكوميدي، الذي أصبح يشكّل أحد أهم المكونات في الإنتاج السينمائي الوطني، لم يعد يقتصر فقط على التسلية، بل بات يعكس توجهات فنية تُحاكي الواقع الاجتماعي، وتُجسد حاجات الجمهور من خلال شخصيات مألوفة ولغة بسيطة.
وقد أبانت التجربة المغربية عن وعي متزايد بأهمية الكوميديا في تقريب السينما من المتلقي، إذ لجأ عدد من المخرجين إلى هذا النمط للتعبير عن قضايا المجتمع، بأسلوب ساخر يحمل في طياته بعدًا نقديًا وواقعيًا. هذا التوجّه ساهم في إعادة إحياء القاعات السينمائية، وجذب جمهور واسع من مختلف الشرائح، بعد سنوات من التراجع.
وسيناقش المشاركون خلال الندوة مجموعة من القضايا المحورية، من أبرزها: إلى أي مدى استطاعت الكوميديا تجاوز البعد الترفيهي نحو تقديم رؤى فنية وفكرية؟ وهل اقتصر دورها على محاكاة الواقع في قالب ساخر، أم أنها نجحت في تطوير خطاب جمالي يُغني التجربة السينمائية الوطنية؟ كما ستُطرح تساؤلات حول تأثير الكوميديا على الجانب التجاري لصناعة السينما، من حيث استقطاب الجمهور وزيادة الإقبال على القاعات.
وتُعد هذه الندوة فرصة لتعميق النقاش حول مكانة الكوميديا ضمن خارطة السينما المغربية والعربية، ولفتح حوار مفتوح مع الجمهور حول آفاق هذا اللون السينمائي، ودوره في صناعة الفرجة وتطوير الذوق العام.
الملتقى، إذن، لا يُراهن فقط على العروض السينمائية، بل يُكرّس أيضًا لحظات للتفكير النقدي والتحليل الجمالي، بما يعزز من دور السينما كأداة للتثقيف والتواصل المجتمعي.