اللهم العمش ولا العمى -الدكتور: عاد العزيز حنون

جريدة أرض بلادي-رضوان جميلي-

مثل يدخل ضمن تطبيق قاعدة اخف الضررين.. قد يضطر الإنسان إلى القبول بامر ما ليس في كل تمامه.. وهو يشبه مضمونا مثل ” قرصة من الفكرون ولا يمشي فالت “، يعني اخذ ولو النزر اليسير عوض ان تفوتك الفرصة كاملة .. وجعلوا من قرصة الفكرون كمثال على الإصرار مهما كانت النتيجة ضعيفة.. ترى ما يفيد قرص الفكرون وهو يتوفر على قشرة صماء لن تحس بها كما الجلد .. اييه! القرصة وما ادراك ما القرصة كانت و اظنها ما تزال تصاحب الاطفال وتنمو معهم كوسيلة “للعنف الناعم” ” حسي مسي” تستعمل كعقاب في بعض مواقف التنشئة “البلدية”.

 

لكن عند تأملي لمقارنة العمش مع العمى لم يظهر لي فقط تفضيل اخف الضررين ان كان للضرر فضل، ولكن وجدت أن هذه المقارنة تختزل تجربة المغاربة مع المرض كما تحددها انتربولجيا الصحة .. لأنها تصف بدقة تجربة مراحل العمى الذي كان متفشيا و إلى وقت قريب بسبب الرمد الحبيبي. وكانت منذ زمن قديم حملات لمداواة التهاب العيون المتكرر لتفادي العمى الذي ينشأ عبر مراحل. و لوقت قريب كانت تقام محطات مكثفة للجراحة من أجل إعادة تصويب الأجفان التي تنكمش نحو القرنية بفرط التعفنات المزمنة حيث يصبح شعر الجفن “يشطب” مباشرة على القرنية مع كل رمشة عين، و مع الايام تتعتم القرنية تماما كما لو خبشت زجاجة حتى لم يعد يظهر من ورائها شيء..

 

قبل العمى التام تكون مرحلة التعميش او التبحليك، حيث تبقى إمكانية و محاولة تلمس ما وراء القرنية المعتمة نسبيا بدرجات بعضها أسوأ من بعض حتى تصل للعمى النهائي .. و طالما يحتفظ الإنسان ببعض الابصار رغم انه غير واضح لكنه قد يسعفه و يهديه شيئا ما لقضاء بعض أغراضه فيحمد الله و يقول “اللهم العمش و لا العمى” .. وحتى مصطلح العمش له معنى افرازات التعفن المتكرر الذي قد يصاحب المرء مدة طويلة وهو سبب التهاب الأجفان و تخشبها في اتجاه القرنية التي تتعرض كما سلف للاتلاف بفعل الاحتكاك مع شعيرات الجفن و يضعف البصر بالتدريج حتى مرحلة العمى …

 

أجدادنا كان عماهم نهائيا، لكن اليوم هناك فرصة للاسدراك عبر عملية زرع القرنية، التي ارجعت فرصة الابصار للكثيرين، لكن هناك حاجة ملحة لتبرع المغاربة بها بعد الالتحاق بالرفيق الاعلى لا ان يتفضل علينا بها أبناء العم سام من بنوك الاعضاء عندهم التي تفوق حاجاتهم فعوض أن تضيع يعطوها لنا احسانا جزاهم الله خيرا ..