المجتمع المدني المغربي ورهان النموذج التنموي الجديد: زوهير أيت سعيد احقي ميدلت

المجتمع المدني المغربي ورهان النموذج التنموي الجديد:
أي موقع مرتقب للفاعل المدني في هذا النموذج التنموي الجديد؟
لقد شكل مؤخرا قبول الملك للمهلة الزمنية التي طلبتها اللجنة الخاصة للنموذج
التنموي الجديد من أجل التمكن من رصد تداعيات جائحة كورونا التي تجتاح حاليا المغرب
والعالم ككل و جرد تبعياتها على الدولة والمجتمع واالقتصاد، الى جانب الدينامية الكبيرة التي
أبان عنها مؤخرا المجتمع المدني المغربي في تدبيره الحسن وانخراطه الفعال في الجهود
الوطنية المبذولة لمحاربة هذا الفيروس، شكال معا فرصة حقيقية لفتح النقاش الوطني من
جديد حول طبيعة مالمح هذا النمو ذج التنموي الجديد ومدى إشراكه لشريك حيوي وحقيقي
مثل نسيج المجتمع المدني الذي أظهر خالل فترة تفشي هذه الجائحة عن قدرته وأهليته
الكبيرتين لالنخراط الفعال في األزمات االجتماعية والنهوض بالعجلة التنموية الوطنية، وذلك
من أجل المساهمة إلنجاح هذا الورش الوطني الذي أطلق مؤخرا بعد االعالن الملكي عن
فشل السياسة التنموية الحالية ف ارز
والنموذج تنموي يستوعب متطلبات المغاربة ويلبي
طموحاتهم و يواكب حاجيات المرحلة الدقيقة التي يمر منها المغرب اليوم.
ومنه، سنحاول معالجة موضوع المجتمع المدني والنموذج التنموي الجديد في المغرب
ومقاربته من جوانب متعددة ومختلفة، وذلك من خالل اإلجابة عن اإلشكاالت والتساؤالت
التالية:
 ما هي المكانة التي ينبغي أن تكون للمجتمع المدني في هذا النموذج التنموي الجديد؟
 وهل ستشفع الحصيلة والمكتسبات التي حققها الفاعل المدني مؤخرا ليكون في صلب
هذا النموذج التنموي واحدى ارفعاته األساسية؟
 والى أي حد يمكن أن نعتبر فيه اليوم المجتمع المدني دعامة قادرة على بلورة هذا
النموذج التنموي الجديد؟
يعد االعتراف الملكي في الخطابات األخيرة بفشل النموذج التنموي الجديد
ودعوته الى اعداد نموذج تنموي جديد اكثر جرأة وشمولية منعطفا حاسما ونقطة مفصلية
مست كل األصعدة وحظيت باهتمام وطني كبير، ليس فقط باعتباره اعترافا بفشل السياسة
التنموية الحالية للمغرب وانما اقرارا بعطب توجهات الدولة ككل سواء منها االقتصادية أو
السياسية أو االجتماعية أو الثقافية، بل نذهب أبعد لنعتبره دعوة صريحة ونداء حقيقيا من
أجل إعمال نقد ذاتي شامل ودقيق لكل برامج وسياسات الدولة لتصبح أكثر واقعية وتفاعال
مع خصوصية المرحلة ومتطلبات كل المغاربة.
فبعد الخطاب القوي ليوم 13 أكتوبر2017 ،جاء التأكيد الملكي يوم 12 أكتوبر 2018
..يتبع …
بقلم : زوهير أيت سعيد احقي ميدلت / فاعل جمعوي وباحث في تاريخ المغرب الراهن
مراسلة / سلمات : أرض بلادي : إقليم ميدلت