النقيب محمد زيان… شيخٌ في الثالثة والثمانين يواجه صمت الزنازين وإضراب الجسد، وعائلة تستغيث بضمير الوطن

جريدة أرض بلادي -هيئة التحرير-

لا شيء أثقل على قلب الإنسان من أن يخرج من ظلمة العقوبة إلى رحابة الحرية… ثم يجد الأبواب ما زالت موصدة. هكذا تصف أسرة النقيب محمد زيان ما يعيشه، بعدما أكمل مدة محكوميته كاملة يوم 21 نونبر 2025، دون أن يرى باب السجن يُفتح أمامه كما انتظر.

في صباح اليوم الموالي، زارته العائلة في لقاء اعتيادي، لكن اللقاء لم يكن عادياً هذه المرة. فقد أعلن الرجل، الذي تجاوز الثالثة والثمانين من عمره، قراره بالدخول في إضراب مفتوح عن الطعام ابتداءً من 24 نونبر 2025. قرار بدا مؤلماً لهم أكثر مما هو احتجاجي له، لأنه جاء من شيخ يعاني أمراضاً مزمنة ويحمل جسداً لم يعد يحتمل مغامرات الصمود.

تقول أسرته إن ما يؤلمها ليس فقط استمرار اعتقاله رغم انتهاء العقوبة، بل الخوف الحقيقي من أن يتحوّل الإضراب إلى تهديد مباشر لحياته. فالنقيب، الذي خاض محطات كثيرة في حياته المهنية والسياسية، يجد نفسه اليوم يخوض معركة مختلفة تماماً: معركة الجسد الضعيف في مواجهة شعور بالظلم.

لم تُخفِ الأسرة رجاءها، بل وجهت نداءً صادقاً لمن وصفتهم بـ”حكماء البلاد”، حتى يتدخلوا قبل أن يدفع الشيخ ثمناً صحياً لا رجعة فيه. وتقول إن ما تطلبه ليس امتيازاً، وإنما احترام ما تعتبره حقاً طبيعياً في الإفراج بعد استكمال العقوبة.

وراء أسوار السجن، يجلس رجل في عمر الأجداد، يختار الصمت والإضراب لغةً للدفاع عن نفسه. وفي الخارج، تقف أسرة تحمل الخوف في يد، والأمل في يد أخرى، منتظرة أن يصغي أحدهم إلى صوت الإنسانية قبل أن يُمزّقه الزمن.

إنها قصة ليست عن قانون فقط… بل عن حياة إنسان قد لا يتحمّل جسده مزيداً من الانتظار.