الوداد و الترجي في صدام بذكريات 2019 

جريدة أرض بلادي -هيئة التحرير-

يلتقي فريق الوداد الرياضي لكرة القدم نظيره الترجي التونسي، اليوم الأحد 29 أكتوبر 2023، في ملعب مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، برسم ذهاب دور نصف نهائي النسخة الأولى من الدوري الإفريقي، في مباراة تعيد إلى أذهان أنصار الفريقين، صدامهما في نهائي دوري أبطال إفريقيا سنة 2019، أو ما يعرف بـ”نهائي رادس”.

بعد أزيد من 4 سنوات على النهائي الشهير لدوري أبطال إفريقيا في ملعب “رادس” (ملعب حمادي القربي حاليا)، بين الوداد الرياضي والترجي التونسي، والذي أقيم يوم 31 ماي 2019، يلتقي الفريقان مجددا، وهذه المرة في دور نصف نهائي النسخة الأولى من الدوري الإفريقي “african football league”، إذ تجرى مباراة الذهاب يوم الأحد 29 أكتوبر 2023 في ملعب مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، انطلاقا من الساعة السابعة مساء، على أن تجرى مباراة الإياب يوم الأربعاء فاتح نونبر 2023 في ملعب حمادي القربي.

ذكريات رادس

 

ستظل أحداث نهائي دوري الأبطال لسنة 2019، مُسجلة في تاريخ القارة الإفريقية، وخاصة في ذاكرة أنصار الوداد الرياضي والترجي التونسي وفي تاريخ الكرة العالمية أيضا، باعتبار أن المباراة لم تشهد نهايتها القانونية، إذ اضطر الحكم الغامبي باكاري غاساما إلى إعلان نهايتها بعد توقف منذ الدقيقة الـ58، وبالتالي منح اللقب للترجي التونسي، بحكم أنه كان متقدم بهدف لصفر (مباراة الذهاب في 24 ماي 2023 انتهت بالتعادل هدف لمثله) .

من نهائي دوري أبطال إفريقيا بين الوداد والترجي في 31 ماي برادس. أ.ف.ب

في تلك المباراة، “مباراة رادس”، كان كل شيء يسير على ما يرام، نهائي في مستوى عال يليق بقيمة الفريقين. الترجي متقدم بهدف لصفر والوداد يحاول التعديل، إلى حدود الدقيقة الـ58 حين تمكن وليد الكرتي من إحراز هدف التعادل، لكن الحكم باكاري غاساما لم يحتسبه بداعي التسلل، فرفض الفريق الأحمر استئناف المباراة إلى حين مراجعة تقنية حكم الفيديو المساعد “الفار”، ليكتشف الجميع، بعد ذلك، أن هذه التقنية “الفار”، لا تعمل بسبب عطب تقني، وتقرر منح اللقب للترجي.

 

انطلاق مسلسل الصراع

 

بعد تلك المباراة، وما رافقتها من أحداث غير رياضية، انطلق مسلسل طويل من الشد والجذب بين الفريقين على الصعيد الدولي، إذ أن الوداد، وبدعم من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، لجأ إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” ومحكمة التحكيم الرياضي الدولية “طاس”، مستعينا بمحامين سويسريين متخصصين في الشأن الدولي الرياضي، من أجل “استرداد حقوق مشروعة لنادي الوداد الرياضي، بشهادة العالم”، حسب ما جاء، وقتها، في تصريح لفوزي لقجع، رئيس جامعة الكرة، في ندوة صحفية، عقدت صباح اليوم الموالي للمباراة النهائية.

توتر العلاقة

 

منذ تلك المباراة، توترت العلاقة كثيرا بين الفريقين، وصارت جماهيرهما تتبادل الاتهامات، إذ أن أنصار الترجي يزعمون أن فريقهم يستحق اللقب عن جدارة، لأنه كان متقدما بهدف لصفر، ولأن مباراة الذهاب في الرباط انتهت بالتعادل هدف لمثله، ولأن الوداد رفض استئناف مباراة الإياب احتجاجا على التحكيم، في المقابل زعم أنصار الوداد بأن فريقيهم لم يرفض استئناف المباراة، ولم ينسحب، بل فقط طالب بتطبيق القانون والعودة لتقنية “الفار” من أجل التأكد من مشروعية هدف وليد الكرتي.

 

قرارات نهائية

 

بعد أقل من أسبوع على المباراة، قرر المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي “كاف”، وبالضبط يوم 5 يونيو 2019، حين كان يرأسه الملغاشي أحمد أحمد، “إعادة إجراء المباراة” في وقت لاحق، وطلب من الترجي إعادة اللقب، في انتظار تحديد موعد جديد للمباراة، لكن النادي التونسي قدم اعتراضا على ذلك استطاع كسبه في محكمة التحكيم الرياضي “طاس”، التي قررت إلغاء قرار إعادة المباراة، بداعي أن المكتب التنفيذي للجهاز القاري، ليس هو الجهة المُخول لها اتخاذ قرارات في مثل هذه القضايا.

 

من احتفالات لاعبي الترجي التونسي بدوري أبطال إفريقيا بعد الفوز على الوداد الرياضي. أ.ف.ب

بعد ذلك أصدر مجلس استئناف الاتحاد الإفريقي “كاف”، قرارا برفض طعون فريق الوداد، وتأكيد أحقية الترجي في التتويج باللقب، وهذا ما أكدته محكمة التحكيم الرياضي “طاس” في بلاغ لها في 19 شتنبر 2020، جاء فيه ما يلي: “تؤكد محكمة التحكيم الرياضية قرار مجلس استئناف الاتحاد الإفريقي لكرة القدم بالكامل” وعليه تم تأكيد فوز النادي التونسي بدوري أبطال إفريقيا لموسم 2018/2019.

 

تجدد اللقاء والظروف مختلفة

 

الفريقان يلتقيان مجددا، لكن هذه المرة في ظروف وسياق مختلف، وفي منافسة مختلفة أيضا، فتشكيلة لاعبي الوداد الرياضي، الحالية، مختلفة كثيرا عن التشكيلة التي كان يتوفر عليها في 2019، إذ أن هناك فقط 4 لاعبين مازالوا مع الفريق كانوا حاضرين في موقعة “رادس”، وهم يحيى جبران، أيوب العملود، زهير المترجي، محمد أوناجم.