اليوم الوطني المتبرعين بالدم مناسبة لتكريم ابطال الظل 

جريدة أرض بلادي -هيئة التحرير-

يكرم اليوم الوطني للمتبرعين بالدم هذه السنة هؤلاء الأبطال الذين لبوا نداء الواجب، في الظل بعيدا عن الأضواء، وأبانوا عن حس كبير بالمسؤولية لإنقاذ الأرواح، وإعطاء شعاع من الأمل لأولئك الذين هم في حاجة إليه، خاصة خلال الفترات التي يكثر فيها الطلب على هذه المادة الحيوية.

ويشكل هذا اليوم، الذي يحتفى به هذا العام تحت شعار “التبرع بالدم مسؤولية الجميع”، مناسبة سانحة لتحسيس عموم الجمهور بأهمية تعزيز ثقافة التبرع بالدم داخل المجتمع، من أجل ضمان توفير هذه المادة الحيوية للجميع.

 

وبلغ إجمالي عدد التبرعات بالدم برسم سنة 2022 ما مجموعه 335.490 على المستوى الوطني، بزيادة 5 في المائة مقارنة بعام 2021 (+16.271 تبرعا). وفي عام 2023، ارتفع هذا الرقم إلى 309.922، وذلك إلى غاية أكتوبر الماضي، بزيادة قدرها 11 في المائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

 

وتعكس هذه الإحصائيات الصادرة عن المركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم، الوعي الجماعي بهذه القضية كما تجسد الالتزام الراسخ والمستمر للمغاربة للقيام بهذه المهمة النبيلة المنقذة لحياة أناس آخرين.

 

وتميزت السنوات الأخيرة بموقف إيجابي ملحوظ ومتزايد للمغاربة تجاه التبرع بالدم، كما يتضح من خلال زخم التعبئة والتضامن الذي شهدته كافة جهات المملكة على إثر زلزال الحوز.

 

وتزداد الحاجة إلى الدم بسرعة أكبر كما يشهد الاحتياطي المتاح لهذه المادة الحيوية باستمرار تذبذبا، الأمر الذي يتطلب الالتزام بالتبرع بالدم بشكل يومي ودائم.

 

وبحسب المركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم، يحتاج المغرب إلى أكثر من 1000 تبرع يوميا ليتمكن من تلبية جميع الاحتياجات من أكياس الدم، الأمر الذي يتطلب مشاركة واسعة وجماعية، وقبل كل شيء متواصلة من لدن الساكنة والشركاء على المستوى الوطني بالتعاون مع مراكز تحاقن الدم من أجل ضمان استدامة نظام التبرع.

 

من جانبها، توصي منظمة الصحة العالمية بمعدل لا يقل عن 1 في المائة من المتبرعين بالدم مقارنة بالعدد الإجمالي للسكان، بينما تبلغ النسبة حاليا 0.92 في المائة من حيث النسبة المئوية.

 

وللقيام بذلك، قام المركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم، بوضع استراتيجية تهدف إلى زيادة عدد مواقع أخذ التبرعات، مثل تلك التي تم تدشينها في مارس الماضي بالمركز الاستشفائي مولاي يوسف بالرباط وباب المريسة بسلا.

 

وفي اطار تقريب خدمة التبرع بالدم من المواطنين، سيتم قريبا تعميم هذه الاستراتيجية في جميع أنحاء المملكة بهدف الحفاظ على وفاء المتبرعين وإقبالهم على هذه الالتفاتة وبالتالي تجديد مخزون هذه المادة الحيوية بشكل منتظم ومستمر.

 

ويهتم المركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم، بالإضافة إلى الرفع من عدد المتبرعين، بتأمين جودة مشتقات الدم، وذلك من خلال مشروع الحصول على شهادة الجودة ISO 9001-2015 لفائدة المركز الوطني والمركزين الجهويين وجدة ومراكش، والذي يوجد في طور الإنجاز، فضلا عن شهادة الجودة ISO 9001-2015 التي حصل عليها كل من المركز الجهوي لتحاقن الدم بالرباط (2022 – 2015) والمركز الجهوي بفاس (2022) والمركز الجهوي بتطوان (2022).