بأي ذنب إغتصبت ؟!

جريدة أرض بلادي _ فاس _

مصطفى مسلم _

لقد بلغ الحد منتناه، ولم يعد بالإمكان تبني مواقف التضامن والتآزر فقط، في ظل انتشار ظاهرة الإغتصاب لدى الأطفال بشكل عام ،إناثا و ذكورا في عديد من الأماكن بمدن المغرب.

من فتاة إلى  فتاة، ومن طفل لآخر…تستمر الوحوش الآدمية في هتك أعراض الأخلاق والمجتمع والقيم، و ارتكاب الكثير من السلوكيات الموقيتة و المشينة، التي تكشف أن الأخلاق والمجتمع والدين والمواطنة وصلوا إلى الحضيض عندنا،اليوم لا نعتقد أن الوحش الذي يستطيع الاقدام على هذا العمل سببا وحيدا في ما وصلت إليه الأمور…ولكن السبب يتمثل في أنضمتنا السياسية التي تغاظت عن التوعية الأخلاقية و صنعت لنا إنسانا ماتت فيه انسانيته، ليُقْدِم على هذا الفعل بوعي و إصرار، أيضاً وفي ظل التساهل و الخلل الذي يعرفه قانون جرائم الإغتصاب ،الذي يشجع على إنتاج وحوش بشرية تصنع العنف و القهر .

اليوم طفح الكيل،وحتى المطالبة بإعدام المرتكب للفعل ليست حلا نهائيا لمسلسل الإغتصاب لدى الأطفال، بل إن المجتمع في حاجة إلى تنشئة إجتماعية وتربية على أداء المواطن و تقديس المقدسات و الحرمات من بينها الطفل و جسده ، اليوم نحتاج الى مصالحات حقيقية مع السياسة والدين والجنس لأن غضنا طرف العين على هاته الجوانب و طرحها كأداة إصلاح ،ما يتجلى في سوء أحوالنا و شيوع فضائحنا ، مثل ظاهرة الإنتحار و إغتصاب الأطفال، و التحرش الجنسي ،وكل حالات “المآسي الإجتماعية” التي تسير بنا نحو الهاوية، و تشيع في وسطنا الأسري و المجتمعي المزيد من الرعب و انعدام الأمن و الثقة.