بنكيران ينتقد انتخابات 2021 ويطالب بضمانات حقيقية لنزاهة الاستحقاقات المقبلة

جريدة أرض بلادي – شيماء الهوصي –

في كلمة مصوّرة، دعا عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إلى ضرورة التعامل الجاد مع ما وصفه بـ”الإشارات الإيجابية” التي بدأت تظهر من جانب الدولة، خصوصاً اللقاء الأخير الذي جمع وزير الداخلية بزعماء الأحزاب السياسية، معتبراً أنه فرصة سانحة لتصحيح مسار الديمقراطية الذي انحرف، حسب تعبيره، خلال انتخابات 2021.

 

وأوضح بنكيران أن حزب العدالة والتنمية كان ممثلاً في اللقاء من خلال نائب الأمين العام، مشيراً إلى أن الوزير تحدث بلغة جدية بخصوص نزاهة العملية الانتخابية، وهو ما اعتبره تطوراً إيجابياً يستوجب التفاعل معه بعقلانية ومسؤولية. وقال: “لسنا في موقع عداء مع الدولة، لكننا لن نقبل أن تُدار الانتخابات بنفس الطريقة التي شهدناها سابقاً”.

 

وفي معرض تقييمه للانتخابات السابقة، شدد بنكيران على أن التجربة لم تحقق لا العدالة المجالية ولا التقدم الديمقراطي المنشود، مبرزاً أن الحزب يعترف بأخطائه، لكنه يؤكد في الوقت ذاته أن إقصاءه تم عبر “أساليب غير نزيهة”. وأضاف: “لم يُسمح لنا بأن نحصل على ما نستحق، وكان هناك تعمد لإبعادنا باستخدام أدوات لا تليق بدولة تحترم إرادة شعبها”.

 

وحمّل بنكيران ما أسماه “منظومة التزوير” مسؤولية تعميق أزمة الثقة بين المواطنين والعملية السياسية، محذراً من خطورة بناء المستقبل على أسس ملوثة بالتلاعب والغش. وصرّح: “لا يمكن بناء دولة قوية على تزييف إرادة المواطنين. إذا غابت النزاهة، فكل تجميل خارجي لا يغير شيئاً من واقع الخلل العميق”.

 

وأكد أن الحزب لا يسعى إلى تصفية الحسابات السياسية، وإنما إلى المساهمة في بناء مسار ديمقراطي سليم، داعياً مناضليه إلى الاستعداد الميداني لاستحقاقات 2026. وأوضح أن أمامهم حوالي 400 يوم، داعياً إلى استثمار هذا الوقت في التعبئة والتواصل وتكوين مراقبين لضمان الشفافية.

 

كما نبّه إلى أن كسب ثقة المواطن لا يُختزل في الدعم المالي أو تحسين الظروف الاجتماعية فقط، بل يبدأ من احترام صوته وصندوق اقتراعه. وقال: “المغاربة يريدون أن يشعروا بأن أصواتهم تحترم، وأن نتائج الانتخابات تعكس إرادتهم الحقيقية”.

 

وفي ختام كلمته، شدد بنكيران على أن حزبه لن يعارض أي نتيجة انتخابية نزيهة، لكنه لن يصمت على أي تلاعب محتمل، مضيفاً: “إذا احترمت الدولة قواعد اللعبة فنحن أول من يقبل النتيجة، أما إذا كان هناك تزوير أو تدخل، فسنفضحه كما فعلنا دائماً. ما نطمح إليه هو ديمقراطية حقيقية تخدم الوطن، وليس مكاسب حزبية زائلة”.