تجليات اللغة الشعرية عبر العصور

جريدة أرض بلادي_الدار البيضاء_

ليلى التجري_

اعتبر الشعر على مر العصور خلاصة صافية للتجارب الانسانية ومصدرا لتدوين معارفهم ولهذا يقال ‘الشعر ديوان العرب’.
يبقى الاشكال مطروحا: هل للشعر مميزات تميزه عن غيره؟وهل عرف ازدهارا عبر العصور؟وما القوالب اللغوية التي تميزه عن غيره؟

تميز الشعر عن غيره من الأجناس الأدبية بالقوة اللغوية والشاعرية والتعبير عن المشاعر وخلجات النفس من خلال توظيف أساليب لغوية ومحسنات بديعية واستعارات ..وغير ذلك من جماليات اللغة العربية..
فالشعر يتطور وتتنوع وتتعدد أغراضه من عصر لعصر ومن منطقة لأخرى شريطة الاحتفاظ بأركانه الأربعة من معنى وقصد ووزن وقافية…
نجد على سبيل الذكر في العصر الجاهلي كان الشعر وسيلة العرب للتعبير عن أفراحهم واحتفالهم ببزوغ شاعر مبدع ،وفي صدر الإسلام وسيلة من وسائل الدفاع عن رسالة الإسلام،كما كان في عصر بني أمية والعصر العباسي وسيلة من الوسائل السياسية والفكرية المتنازعة قصد تبليغ آرائها والدفاع عن مبادئها في مواجهة خصومها.
وظهر شعر الموشحات والزجل والطبيعة في العصر الأندلسي.
الملاحظ كما سلف الذكر تنوع الأغراض الموظفة للتعبير عن الذوات الانسانية من عصر لآخر شريطة الاحتفاظ باللغة وإثرائها وتنميتها وتلقينها على مر العصور.

يمكن القول عموما بأن للشعر فضل في حفظ اللغة من الاندثار، وتفصيح اللسان، وتهذيب النفوس وتربيتها على القيم النبيلة .
فهو من وجهة نظري فن الامتاع الهادف إلى غرس ثمار اللغة الابداعية على مر العصور ولمختلف الأجيال المبدعة.