تحقيق إستقصائي : وجدة و أوروبا…حقائق مرعبة تفضح “مسرحية” التهريب 

جريدة أرض بلادي// أحمد المرس 

 

هذه عصارة عمل إستقصائي قمنا به على مدى الفترة المنقضية، بعد ما تمكنت كما هو معلوم عناصر الضابطة القضائية بزايو ، مساء الاربعاء15 من الشهر المنصرم ، من إحباط محاولة تهريب أكثر من 100 ألف قرص مخدر حبوب ليكسطازي, بقيمة مالية تتجاوز 875 مليون سنتيم، وتوقيف شخص ينحدر من مدينة الناظور كان يقود سيارة مرقمة بألمانيا بيضاء لون من نوع Touran أبلغ عن تلقيه تهديد من أصحاب محل لتعشير وبيع السيارات بوجدة ، والتي يتم تسجيلها في إسم متقاعدين ليستفدوا من الإعفاءات الممنوحة للمتقاعدين ، ليحصلوا على التخفيضات الجمركية، حيث كلفوه كما هو الشأن لسائقين آخرين مقيمين بالخارج والمغرب ، مرارا بقيادة السيارات ، من الخارج للمافيا التهريب المخدرات و الحبوب الهلوسة ليكسطازي و الكوكايين، وكذلك المختصة في تبييض الأموال وتهريب العملة، ضمنها السيارة المحجوزة ، (حينما ثلقى تهديدا ) لإيصالها بسرعة إلى محلهم الكائن بشارع النخيل بحي القدس بوجدة، إنها دراما هوليودية كُتبت فصولها بعد أن إجتازت السيارة المعنية جميع حواجز التفتيش و المراقبة بشرطة الميناء وجمارك ميناء بني أنصار ، دون أن يعلم أحد ما بداخلها، وهي الخطة التي ألفوا القيام بها منذ مدة ليست بالقصيرة، وأمام الضغط الرهيب الذي كان يتعرض له، ( سمسار) الدي يتسلم السيارة المعشرة من المتقاعدين بعد انتهاء كل الاجراءات الجمركية تلقى تهديدا من مافيا التهريب، ليخبر الشرطة بزايو بالتفاصيل الواقعة، هذه الأخيرة قامت بتفتيش السيارة ، لتعثر بداخلها ، على كمية كبيرة من الحبوب المهلوسة ليكسطازي و التي بلغت أكثر من 100 الف قرص.

وقد جرى توقيف المبلغ (الوسيط) الذي كشف عن أسماء أفراد المافيا ، وهم ثلاثة إخوة وإبن عمهم ، إثنان منهم مقيمان بدولة ألمانيا ، ويتكلفان بشحن السيارات بالمخدرات حسب المتطلبات السوق الأقراص المهلوسة أو الكوكايين…، ويتعلق الأمر بكل من “م.ب” وشقيقه “ش.ب” وشقيقهم الثالث المسمى “ج.ب” وإبن عمهم المسمى”ع.ب” اللذين تواريا عن الإنظار ، وفرا نحو وجهة غير معروفة ، بعد انتقال عناصر الشرطة إلى مقر إقامتهما بجماعة سيدي موسى أمهاية ضواحي وجدة عدة مرات لتوقيفهما ، فيما يبقى رئيس المافيا الذي يدير محل بيع السيارات وتبييض الأموال و تهريب العملة ، المسمى “ب.ت” يمارس نشاطه دون أن يترك أثرا لجرائمه، ووضعت الشرطة القضائية شقيقيه المقيمان في الخارج، رفقة ثالثهما الهارب وإبن عمهم ضمن القائمة السوداء و المبحوت عنهم بتنسيق تام مع الإنتربول.

بصراحة و دون( لفّ أو دوران) كما يقول إخواننا المصرين لقد باتت تحدونا قناعة راسخة مفادها انّ هنالك يدا خفيّة تقوم بتسهيل عملية التهريب بميناء بني أنصار ، أن ما يقع بميناء بني أنصار الناظور ما كان ليقع في فترة عميد شرطة ممتاز سابق السيد “عبد الرحمان البوهالي”في تفانيه بالقيام بالواجب المهني وحنكته المشهودة في تدبير الملفات الأمنية، وكذلك رئيس قسم المخابرات سابق بنفس الميناء ( الحاج ) الذي أحيل على التقاعد حيث يعتبر من الأطر المتمرسة في العمل الأمني و لإستخبارتي، كان العين التي لا تنام بميناء بني أنصار والمشهود له بالاستقامة والكفاءة العالية والمهنية الكبيرة، وبالتفاني في أداء مهامه بجدية ونكران الذات، خلال مختلف الفترات إشتغاله.

إنتهى التحقيق ألإستقصائي إن ما توصلنا إليه من مصادرنا الخاصة ومعطيات حصرية و المعلومات المتوفرة لدينا حول الشبكات التهريب ، وجود أكثر من مافيا تشتغيل وفق عمل منظم وبتنسيق تام مع نظيرتها بالخارج و في أوروبا بتسخير كل الوسائل الممكنة، ظلّ يجول بذهننا ،و يدفع بنا لرسم مخططات محتملة وطرح نقاط استفهام؟؟؟ ربّما يتسنى الإجابة عنها في تحقيقات لاحقة…. فالمسألة لا تتعلّق بسبق صحفي بقدر ما تتعلّق بالمصلحة العليا للوطن.