جريدة أرض بلادي – شيماء الهوصي –
في سياق تخليد الذكرى السادسة والعشرين لعيد العرش المجيد، ومع توافد أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج إلى أرض الوطن، نظم المجلس العلمي المحلي للناظور، بشراكة مع المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية، ندوة علمية تحت عنوان:
“تسديد التبليغ: مقاصده وآثاره على المواطنين في الداخل والخارج”، وذلك يوم الأربعاء 6 غشت 2025، الموافق لـ12 صفر 1447 هـ، بقاعة العروض التابعة للمركب الإداري والثقافي لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالناظور.
اللقاء العلمي عرف مشاركة نخبة من الأسماء البارزة في مجالات الفكر والتأطير الديني، من بينهم:
الأستاذ ميمون بريسول، رئيس المجلس العلمي المحلي للناظور
الأستاذ عبد اللطيف تلوان، عضو المجلس العلمي
الأستاذ محمد بنوه، رئيس المجلس المركزي لمغاربة ألمانيا
الأستاذ محمد العبدوني، الباحث في الفكر الإسلامي بألمانيا
وقد افتُتحت الندوة بتلاوة آيات من القرآن الكريم، تلاها أداء النشيد الوطني المغربي، لتبدأ بعد ذلك الجلسة العلمية التي ناقشت مضامين خطة “تسديد التبليغ” وأبعادها التطبيقية.
في مداخلته الافتتاحية، قدّم الأستاذ ميمون بريسول قراءة تحليلية في الوثائق المرجعية للخطة، مؤكداً على أهمية التكوين المستمر للفاعلين في المجال الديني، وعلى ضرورة أن يكون الخطاب الدعوي مواكباً لقضايا المجتمع ومرتكزاً على ثوابت الأمة.
أما الأستاذ عبد اللطيف تلوان، فقد تناول في مداخلته المعنونة بـ“مقاصد تسديد التبليغ” الغايات الكبرى لهذه الخطة، مركزاً على دورها في ترسيخ المرجعيات الدينية والوطنية، خاصة إمارة المؤمنين، والمذهب المالكي، والعقيدة الأشعرية، مبرزًا أهمية اعتماد خطاب واضح، متزن، وبعيد عن كل أشكال الغلو أو التمييع.
ومن ألمانيا، جاءت مساهمة الأستاذ محمد بنوه لتُبرز جهود المجلس المركزي لمغاربة ألمانيا في التأطير الديني والثقافي للجالية، حيث شدد على أهمية الحفاظ على الهوية المغربية الدينية والثقافية في بيئة متعددة الثقافات، معتبراً أن الدين يمكن أن يكون جسراً ناجحًا للاندماج الإيجابي بدل أن يكون عامل انغلاق.
أما الباحث محمد العبدوني، فقد سلط الضوء على الخصوصية المغربية في التدين، ونجاعتها في تحصين الجالية من مخاطر الانسلاخ والتطرف. وأكد أن النموذج المغربي، القائم على الوسطية والانفتاح، يتطلب دعماً مؤسساتياً مستداماً وتواصلاً متواصلاً مع مغاربة العالم.
واختُتمت الندوة بتوزيع هدايا رمزية على المتدخلين، قبل أن تُرفع أكف الضراعة بالدعاء لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، بأن يديم على المغرب نعمة الأمن والاستقرار، وأن يحفظ شعبه في الداخل والخارج.
ندوة “تسديد التبليغ” بالناظور لم تكن مجرد حدث أكاديمي، بل كانت رسالة قوية تؤكد على وحدة المرجعية، وعمق التواصل بين المغرب وأبنائه بالخارج، وعلى أهمية الخطاب الديني في صون الثوابت الوطنية وتعزيز السلم المجتمعي.