تسونامي لمصطفى لغتيري إلى اللغة الفرنسية

جريدة ارض بلادي_ الدار البيضاء_

ترجمة – فاطمة أكوراي_


عن منشورات غاليري الأدب صدرت حديثا طبعة جديدة للمجموعة القصصية تسونامي في 74 صفحة من الحجم المتوسط، متضمنة النصوص باللغة العربية و اللغة الفرنسية، وقد أنجزت هذه الترجمة المبدعة فاطمة أكوراي.
كل يوم قصة قصيرة جدا.
وقد زين ظهر الغلاف صورة للمترجمة واحدى قصص المجموعة.
ومن من أجواء المجموعة القصصية نقرأ:
مبدأ
اعتدل القاضي في جلسته.. تأمل مليا المتهم.. من جديد نظر في أوراقه.. لرابع مرة يمثل هذا الشخص أمامه بنفس التهمة.
أمام استغراب الجميع، غادر القاضي مقعده.. توجه نحو المتهم صافحه بحرارة.. ثم عاد إلى مقعده.
لحظتها مال نحوه المدعى العام.. سأله هامسا:
-لم فعلت ذلك سعادة القاضي؟
دون تردد أجابه:
-صافحت فيه الثبات على المبدأ.
“””””””””””
المتشائل
لأنه متفائل، حين قُدمت له كأس ممتلئ نصفها، اكتفى بالنظر إلى النصف الممتلئ، فابتهج.
أما المتشائم، حينما قدمت له نفس الكأس، ركز بصره على النصف الفارغ، فاكتأب.
ولأنني لست متفائلا، ولا متشائما، حينما قدمت لي الكأس ذاتها، نظرت إلى النصفين معا، فاجتاحني مزيج متناقض من الأحاسيس.
“”””””””””””
الشبيهة
عبر النافذة تسللت فراشة داخل الغرفة.. في أجوائها حامت فترة من الزمن.. بعد هنيهة حطت على المرأة.. باندهاش التقطت عيناها شبيهتها.. ابتهجت.. حركت جناحيها جذلة.. قلدتها الشبيهة.. فجأة سمعت باب الغرفة يفتح، فانتفضت هاربة.. تسللت إلى الخارج.. هناك ظلت عبثا تنتظر شبيهتها.. بعد لحظات أغلقت النافذة.. حينئذ أيقنت الفراشة بألم، أن الشبيهة قد هلكت.
“””””
خبرة
حل فصل الخريف..
تباعا جفت الأوراق وتساقطت..
وحدها ورقة تمسكت بالبقاء..
هادنت الرياح..
قاومت أمطار الشتاء القوية..
حين أزف فصل الربيع..
من جديد ظهرت الأوراق..
مبتهجة تطلعت إليها الورقة المخضرمة..
وهي الآن، تفكر – جديا – في نقل خبرتها إليها.
“”””””””