ارض بلادي
شهدت مدينة الناظور، اليوم السبت 15 نونبر ، حدثًا ثقافيًا وإنسانيًا استثنائيًا، حيث تم تكريم الشاعرة والأميرة الدكتورة سعاد الصباح في إطار مهرجان سينما الذاكرة المشتركة في دورته الـ14، وذلك في إطار دورة الوفاء للوفاء التي خصصت للاحتفاء بالقيم النبيلة وتكريم من جعلوا الكلمة جسرًا للسلام والإنسانية.
يأتي تكريم الشاعرة سعاد الصباح، في سياق الاحتفاء بمسارها الطويل والمشرق الذي امتد لعقود من العطاء والإبداع. فقد كانت سعاد الصباح، عبر مسيرتها الأدبية، أحد أبرز الأصوات الشعرية العربية التي طالما نادت بحرية الإنسان وكرامته، وقدمت في شعرها رؤية عميقة عن قضايا المرأة والسلام. كما لعبت دورًا محوريًا في دعم الإبداع العربي من خلال مبادرات ثقافية جوائز، ودور نشر أسهمت في إبراز أجيال من الكتاب والشعراء.
وفي كلمة رئيس مهرجان سينما الذاكرة المشتركة، السيد عبد السلام بوطيب، أكد أن تكريم سعاد الصباح ليس مجرد احتفاء بشاعرة، بل هو احتفاء برمز من رموز الوفاء والصدق الفكري، وبامرأة جعلت من الشعر رسالة ومن الثقافة جسرًا للتسامح بين الشعوب. وأشار بوطيب قائلاً: “سعاد الصباح كتبت بشجاعة، ودافعت بجرأة، وأصرّت أن يكون للكلمة دور في صناعة السلام. إنها ليست ضيفة مهرجاننا فحسب، بل ضيفة قلوبنا وذاكرتنا المشتركة.”
وشهد الحفل كلمات مؤثرة من شخصيات فكرية وثقافية من مختلف أنحاء العالم. فقد أكد كتّاب من أوروبا وأفريقيا أن سعاد الصباح تمثل نموذجًا فريدًا يجمع بين الشعر والعمق الفكري، معتبرين أن تجربتها تتجاوز الشعر إلى فضاء أرحب في الدفاع عن القيم الإنسانية المشتركة. في حين أشاد الكتاب العرب بدورها الريادي في دعم قضايا المرأة وتعزيز القيم الوطنية والعالمية.
مدينة الناظور، وبحضور العديد من الشخصيات الثقافية والفكرية، منح الحدث بُعدًا عاطفيًا خاصًا. لم يكن التكريم مجرد لحظة احتفاء، بل كان فرصة حقيقية لتقدير امرأة تركت بصمة واضحة في تاريخ الثقافة العربية وأسهمت في بناء جسور ثقافية بين الشعوب من خلال الأدب والدبلوماسية الثقافية.
تُوج هذا التكريم بمسار طويل امتد لأكثر من نصف قرن، ترجمته أعمال سعاد الصباح الشعرية التي تمت ترجمتها إلى العديد من اللغات وحازت على جوائز عربية ودولية. لا شك أن حضورها الثقافي سيظل أحد الأعمدة المضيئة في المشهد الأدبي العربي.
كما تم تكريم الأستاذ عبد القادر بحياتي، المحامي المعروف والنقيب السابق لهيئة المحامين بالناظور، تقديرًا لمسار قانوني حافل بالعطاء والالتزام. فقد أمضى الأستاذ بحياتي عقودًا في خدمة المهنة، متميزًا بمهنيته العالية ونزاهته، وحرصه الدائم على الدفاع عن المظلومين. جاء تكريمه اعترافًا بمسارٍ من النضال الهادئ والرّصين، وبحضور بارز داخل أروقة المحاكم.
كانت هذه الاحتفالية في الناظور مناسبة مميزة للاحتفاء بعطاءات ثقافية وإنسانية تركت بصمة حقيقية على المجتمع العربي، وجاءت لتُكرّم شخصيات تميزت بنضالها المستمر لخدمة الثقافة، العدالة، والسلام.

