توقيف 112 شخصا للإشتباه في تورطهم ترويج مخدر البوفا 

جريدة أرض بلادي -هيئة التحرير-

أفضت العمليات الأمنية التي باشرتها مصالح الأمن الوطني بتنسيق وثيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني لمكافحة مخدر “البوفا”، خلال الفترة الممتدة من 04 غشت إلى 02 شتنبر الجاري، عن توقيف 112 شخصا للاشتباه في تورطهم في ترويج هذه المادة المخدرة.

وأضافت المديرية العامة للأمن الوطني، أن تلك العمليات مكنت من حجز كيلوغرام و413 غراما من هذا المخدر.

 

وأكدت المديرية في بلاغ لها، اليوم الاثنين الرابع من شتنبر، أن تلك العمليات الأمنية، تم تنفيذها بمدن الدار البيضاء وسطات والرباط وفاس وطنجة والعيون والجديدة وخريبكة.

 

وشدد على أن التدخلات الأمنية استهدفت المحور الرئيسي لترويج مخدر “البوفا” بضواحي مدينتي الدار البيضاء وسطات.

 

وأوضحت إلى أنه ذلك مكن حيث من تفكيك ست شبكات إجرامية تنشط في تهريب وترويج هذا المخدر على مستوى مناطق الدروة والهراويين ومديونة والرحمة وبوسكورة، فضلا عن تفكيك نقاط مخصصة لترويج هذه المادة المخدرة.

 

وكان وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت أكد في جواب على سؤال كتابي للفريق الحركي بمجلس النواب، أنه خلال الفترة الممتدة من فاتح يناير 2020 إلى متم شهر ماي 2023، تم تسجيل 200 قضية تتعلق بمخدر “البوفا”؛ مشيرا إلى أن تسجيل جميع هذه القضايا تم خارج المؤسسات التعليمية.

 

وأوضح الوزير، في الجواب الذي اطلع عليه SNRTnews، أنه تم بموجب القضايا السالفة الذكر حجز حوالي 3 كيلوغرامات من مخدر “البوفا”، وإيقاف 282 شخصا تمت إحالتهم على العدالة.

 

مخدر مشتق من الكوكايين

 

والبوفا مخدر مشتق من الكوكايين، يتم تحضيره باستخدام بيكاربونات الصوديوم لتحويل مسحوق الكوكايين إلى الكوكايين النقي، كما تستعمل فيه مواد كيميائية أخرى من بينها الأمونياك لتتحول إلى مادة شبيهة ببلورات الكريستال، ويمتص الدم البوفا عند تناولها بشكل سريع كما يصل إلى المخ في 8 ثوان فقط.

 

وحسب الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، انتشر هذا المخدر بشكل كبير مع بداية الثمانينات في الولايات المتحدة الأمريكية، وبدأ في التراجع مع نهاية الثمانينات بعد سن قوانين صارمة لمحاربة ترويجه، إلا أنه انتشر بعد ذلك في أوروبا مع بداية التسعينات قبل أن يدخل السوق المغربية في السنوات الأخيرة.

 

وبخلاف الكوكايين، يقول حمضي، في تصريح لـSNRTnews، مخدر “البوفا” أكثر قوة، بحيث يمنح للمتعاطي إحساسا سريعا بالنشوة منذ الاستعمالات الأولى، إلا أن مفعوله ينتهي بسرعة ما يجعل متعاطيه يهرع لأخذ جرعات جديدة، مبرزا أن سرعة مفعوله تفسر انتشاره في بعض أوساط الشباب والمراهقين خصوصا.

 

كيف يؤثر على جسم الإنسان؟

 

يمنح مخدر البوفا متعاطيه إحساسا بالنشوة والثقة في النفس، بحيث يتم وفق خبراء الإدمان، إفراز كمية كبيرة من الدوبامين، وهي مادة كيميائية في الدماغ تُحفز الشعور بالبهجة فور تعاطيه، مبرزين أن هذه الحالة تستمر من 5 إلى 10 دقائق كحد أقصى، ثم تبدأ هذه المادة في الانخفاض ما يسبب الشعور بالاكتئاب.

 

ويصبح بعد ذلك متعاطي هذا المخدر، وفق حمضي، مستعدا للقيام بأي شيء لتناول جرعات أخرى من أجل التخلص من حالة الاكتئاب والعودة إلى النشوة الأولى، ومن تم يصبح مدمنا عليه.

 

ويرى الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية أن إدمان هذا المخدر تتداخل فيه عوامل نفسية من الدرجة الأولى، إلا أنه لا يخلو من المخاطر الصحية التي قد تؤدي إلى الوفاة؛ على رأسها تأثيره على ضربات القلب وضغط الدم، وتسببه في تهيج العقل. كما يمكن لهذا المخدر أن يتسبب في جلطة دماغية بسبب تأثيره القوي على الدماغ وعلى الجهاز العصبي وبعض الأجهزة الأخرى.

 

ويمكن أن يتسبب، كذلك، يضيف حمضي، في تقرحات بالجسم وانعدام الشهية، مشيرا إلى أن ما بين 88 إلى 90 في المائة ممن يتعاطون هذا المخدر يتوقفون عن تناول الطعام، كما يعانون من تساقط الشعر والأسنان نظرا لسوء العناية بحالتهم الصحية.

 

وبصفة عامة، يؤكد خبراء الصحة أن أعراض إدمان مخدر “البوفا” أو “الكراك” تتجلى أساسا في الشعور باكتئاب شديد وأفكار انتحارية والإصابة ببعض النوبات القلبية وتضخم عضلة القلب، إضافة إلى حدوث نوع من الهذيان، والهياج والعدوانية من أبسط الأمور.

 

كما يؤثر هذا المخدر بشكل كبير على الأجهزة التناسلية للمتعاطي ما يجعله يصاب بعجز جنسي كامل، مع احتمالية الإصابة بالعقم.