جريدة أرض بلادي – عبد الفتوح كريمة –
شهدت منطقة الجنانات، الواقعة على هامش الطريق المدارية الرابطة بين الدار البيضاء وسيدي غانم، حالة استنفار أمني غير معتادة مساء الجمعة، بعد العثور على جثة في وضع مأساوي، داخل فضاء مهجور تحيط به تساؤلات كثيرة.
الجثة، التي وُجدت في مرحلة متقدمة من التحلل، كانت مشوهة بفعل الحريق، ما جعل مهمة تحديد ملامح صاحبها أو معرفة هويته مسألة شبه مستحيلة في الوقت الراهن. التقديرات الأولية ترجّح أن الوفاة حدثت قبل قرابة أسبوع، الأمر الذي يعزز فرضية التخلي المتعمد عن الجثة في هذا المكان النائي.
ومع تداول الخبر في محيط الحي، تحركت السلطات الأمنية بسرعة إلى مكان الحادث، يتقدمها فريق من الشرطة التقنية والعلمية، وشرعوا في تأمين الموقع وجمع المعطيات الأولية، وسط إجراءات مشددة تهدف إلى الحفاظ على أي أدلة محتملة.
مصادر من الميدان تحدثت عن وجود آثار احتراق جزئي على الجثة، ما يفتح الباب أمام سيناريوهات متعددة، من بينها احتمال التصفية الجسدية ومحاولة طمس معالم الجريمة عبر الحرق. كما لوحظ التوتر على وجوه بعض السكان القريبين من الموقع، الذين تابعوا مجريات الحادث بذهول وقلق واضحين.
وفي انتظار ما ستُسفر عنه التحقيقات، تقرّر نقل الجثة إلى مستودع الأموات قصد إخضاعها لتشريح طبي دقيق بأمر من النيابة العامة، سعيًا للوصول إلى الأسباب الفعلية للوفاة، والتأكد مما إذا كانت وراءها يد إجرامية أو عوامل أخرى.
التحقيقات ما تزال جارية من قبل المصالح الأمنية، التي تعمل على تتبع كل الخيوط الممكنة لفك لغز هذه الواقعة الغريبة، والتي أضافت صفحة جديدة من الغموض إلى سجل القضايا العالقة في المدينة الحمراء.