جريدة أرض بلادي – شيماء الهوصي –
أثار دفتر الضوابط البيداغوجية الجديد المتعلق بولوج سلك الماستر بالمغرب نقاشاً واسعاً داخل الأوساط الجامعية، بعدما نص على اعتماد الانتقاء المباشر عبر النقط المحصل عليها في الإجازة بدل المباريات الكتابية والشفوية المعمول بها منذ سنوات.
وقد انقسمت آراء الأساتذة الجامعيين بين مؤيد ومعارض لهذا المستجد. فبينما يرى البعض أنه خطوة نحو تعزيز الشفافية والحد من الممارسات المشبوهة التي لطالما أثارت الجدل، يعتبر آخرون أن القرار غير عادل بالنظر إلى التفاوت الكبير في معايير التنقيط بين الجامعات والكليات، فضلاً عن محدودية الطاقة الاستيعابية لمسالك الماستر.
في هذا السياق، اعتبر الأستاذ رضوان اعميمي أن الإجراء الجديد يحقق مساواة شكلية لكنه يفتقد إلى العدالة الحقيقية، بينما وصف هشام المراكشي القرار بـ”غير الصائب”، داعياً إلى انتظار نتائجه العملية. في المقابل، رحب رشيد المدور بهذا التغيير معتبراً أنه جعل الولوج إلى الماستر أسهل وأوضح، خصوصاً لحاملي إجازة التميز الذين سيستفيدون من الولوج المباشر.
أما العربي البوبكري فقد رأى أن القرار لن يكرس الجودة ولا الاستحقاق، محذراً من فقدان شهادة الماستر لقيمتها كما حدث مع الإجازة. من جانبه، سجل أمين السعيد أن الإصلاح يحمل إيجابيات وسلبيات ستظهر ملامحها مع مرور الوقت والتجربة.
وينص دفتر الضوابط الجديد، المنشور في الجريدة الرسمية، على أن يتم القبول بسلك الماستر بناءً على دراسة ملفات الترشيح وفق معايير مضبوطة، مع تشكيل لجان انتقاء داخل المؤسسات الجامعية، فيما يُمكَّن الحاصلون على إجازة التميز من الولوج المباشر دون انتقاء.
وزير التعليم العالي، عز الدين ميداوي، أكد بدوره أن “كل حاصل على الإجازة من حقه أن يلج الماستر بشكل أوتوماتيكي، على أن يخضع ولوج ماسترات التميز لشروط الانتقاء المحددة”.
وبين مؤيد يرى فيه خطوة نحو إصلاح منظومة التعليم العالي، ومعارض يحذر من انعكاساته على العدالة والجودة، يبقى قرار الانتقاء المباشر لولوج الماستر واحداً من أكثر القرارات إثارة للجدل في الجامعة المغربية مع بداية الموسم الجامعي المقبل.