رؤية ملكية عملية تحول القيادة إلى مشاريع ملموسة وفرص حقيقية للمواطنين
الرباط – بقلم : نصيرة بنيول / جريدة أرض بلادي
في لحظة وطنية مفصلية، تتقاطع فيها تطلعات المواطنين مع توجيهات القيادة الرشيدة، أبان جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مرة أخرى عن حكمته المتبصرة وحنكته السياسية، فكان كعادته و دوما الأب الروحي للأمة المغربية، يحتضن أبناءه بحكمة القائد ودفء الأب، ويمنحهم الثقة في الحاضر والأمل في المستقبل.
لقد شكل المجلس الوزاري الأخير بالقصر الملكي بالرباط محطة حاسمة في مسار ترسيخ الحكامة المولوية، حيث وجه جلالته دقة السياسات العمومية نحو مرحلة جديدة قوامها العدالة الاجتماعية، والنهوض بالإنسان المغربي، وتوسيع قاعدة المشاركة الوطنية للشباب والنساء، في إطار مشروع متكامل لبناء “المغرب الصاعد”.
الحمامة المولوية… من الرؤية إلى الممارسة
الحكامة في الرؤية الملكية ليست مجرد إدارة أو رقابة مالية، بل ممارسة حقيقية تراعي الإنسان في صميم السياسات.
إنها حكامة توازن بين السرعة في المشاريع الكبرى والدقة في معالجة القطاعات الاجتماعية الحيوية، لتفادي الانقسام بين تطور اقتصادي سريع و تباطؤ اجتماعي قد يعيق التنمية.
الصحة والتعليم… ركائز مغرب الكرامة والتنمية
بأرقام واضحة وإرادة ملكية قوية، جاء مشروع قانون المالية لسنة 2026 ليؤكد أن الدولة الاجتماعية ليست شعارا بل خيارا استراتيجيا.
فقد خصص لقطاعي الصحة والتعليم غلاف مالي يفوق 140 مليار درهم، مع إحداث أكثر من 27 ألف منصب مالي جديد، في استثمار وطني غير مسبوق يضع الإنسان في قلب التنمية.
وتشمل هذه المشاريع تأهيل المستشفيات والمراكز الجامعية الطبية في أكادير والعيون وبني ملال والرشيدية، واستكمال تشييد المركز الاستشفائي ابن سينا بالرباط، إلى جانب تسريع خارطة الطريق لإصلاح التعليم، من تعميم التعليم الأولي إلى تحسين جودة التعلم ودعم التمدرس.
إنها مشاريع تعبر عن أبوة ملك يرى في صحة أبنائه وتعليمهم أساس قوتهم ومستقبلهم.
فتح ذراعي الوطن للشباب والنساء… قيادة حكيمة ورؤية منفتحة
وفي انسجام تام مع تطلعات الشباب، وجه جلالة الملك بضرورة إزالة كل العوائق التي تحول دون مشاركة الشباب والنساء في الحياة السياسية.
وقد تضمن مشروع القانون التنظيمي لمجلس النواب إجراءات عملية تعكس الرؤية الملكية:
تحفيز مالي يغطي 75% من مصاريف الحملات الانتخابية للشباب دون 35 سنة.
تخصيص الدوائر الانتخابية الجهوية للنساء تعزيزا لحضورهن وتمكينهن من المساهمة في القرار الوطني.
بهذا، فتح جلالته ذراعي الدولة أمام طاقاتها الحية، مؤكدا أن مستقبل المغرب لا يبنى إلا بمشاركة الجميع، دون تمييز أو إقصاء.
إنها رسالة ملكية بليغة مفادها أن القيادة الحكيمة تحتضن جميع الكفاءات وتزرع الثقة حيث غابت.
دعم الأسر والعدالة الاجتماعية
في عمق هذه الرؤية، يتوج المشروع الملكي لتعميم الدعم الاجتماعي المباشر لأكثر من 4 ملايين أسرة مغربية:
زيادة إعانات الأطفال بين 50 و100 درهم شهريا لكل طفل من الأطفال الثلاثة الأوائل.
دعم الأطفال الأيتام والمحتاجين في مؤسسات الرعاية الاجتماعية.
مواصلة تعميم الحماية الاجتماعية، وتوسيع التغطية التقاعدية، وتعويض فقدان الشغل، ودعم اقتناء السكن الرئيسي.
هذه المبادرات تؤكد أن القيادة الملكية لا تكتفي بالتخطيط، بل تتحول إلى فعل ملموس يعكس العدالة و الكرامة للمواطن
مغرب الصعود… من المشاريع الكبرى إلى روح المواطنة
ورغم الصعوبات الاقتصادية العالمية، يواصل المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس مسيرته بثقة وثبات نحو المستقبل.
فمشاريع الطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر، وأوراش البنية التحتية الكبرى، إلى جانب التحضيرات لتنظيم كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030، تعكس رؤية ملك فذ لا يكتفي بالتخطيط، بل يصنع التاريخ بخطوات محسوبة وأفق مفتوح على العالم.
هذه الأوراش ليست مجرد استثمارات مادية، بل هي رسائل ثقة في الشباب المغربي، واستثمار في قدراتهم الإبداعية لقيادة مغرب الغد.
نحو حكومة المستقبل… برؤية ملكية شاملة ، متكاملة و رائدة
من خلال التوجهات العامة التي وضعها جلالة الملك، تتضح معالم مغرب جديد يتجه نحو حكومة مستقبلية شابة، نسائية، وكفؤة، تستمد شرعيتها من الفعل لا من الخطاب فقط.
حكومة تنبثق من رؤية ملكية متبصرة، توحد السرعات، وتزيل الحواجز، وتعيد الثقة بين المواطن والدولة.
لقد فتح جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، ذراعي الوطن لأبنائه وبناته، بالفعل ، فكانت الحكامة المولوية عنوانا للأمل، ورمزا لقيادة تصغي وتحتضن وتوجه نحو مستقبل مشترك.
“نسأل الله عز وجل أن يحفظ صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله و أيده ويشد عضدده بسمو الأمير مولاي الحسن، ويحفظ العائلة الملكية الشريفة، وأن يبارك في الشعب المغربي بالوحدة والازدهار، و مستقبل مشرق للوطن .”