أرض بلادي _الناظور:عزيز بنعبد السلام
في إطار التزامها الراسخ بخدمة قضايا الأطفال في وضعية توحد، وتطوير أداء طاقمها التربوي والإداري، عقدت جمعية التوحد بويافر لقاءً تواصليًا هامًا زوال يوم الخميس 14 يونيو 2025، بدار الشباب بجماعة إعزانن – نواحي إقليم الناظور، بحضور رئيسة الجمعية السيدة كريمة بنعمار، وعضوات المكتب الإداري النسوي، ومربيات التعليم المتخصص في التوحد، إلى جانب الدكتور أنس عطار، الأخصائي في علم النفس، وممثلي وسائل الإعلام المحلي.
هذا اللقاء يندرج في إطار الدينامية الجديدة التي أطلقتها الجمعية من أجل تقييم الأداء التربوي والإداري، ومواكبة تحديات التربية الخاصة لفائدة أطفال التوحد، خاصة بالعالم القروي والمناطق ذات البنيات الاجتماعية المحدودة، وعلى رأسها جماعة إعزانن التي تعرف تناميًا لعدد الأسر التي تحتاج إلى تأطير تربوي متخصص لأبنائها من ذوي اضطراب طيف التوحد.
افتتح اللقاء بكلمة ألقتها رئيسة الجمعية الأستاذة كريمة بنعمار، التي شكرت من خلالها جميع الحاضرات على تلبية الدعوة، ونوّهت بالدور الريادي للمربيات في مرافقة الأطفال، مثنية على صبرهن وجهودهن المتواصلة رغم التحديات اليومية. كما عبّرت عن اعتزازها بمستوى الانخراط الذي يُبرزه المكتب الإداري النسوي للجمعية، مؤكدة أن “المرأة اليوم هي شريك حقيقي في تطوير الفعل الجمعوي التربوي بمنطقة بويافر”.
كما خصّت الشكر للدكتور أنس عطار، الذي ساهم بتدخل علمي هام، ناقش فيه الأساليب الحديثة في التعامل مع الأطفال ذوي التوحد، مبرزًا أهمية التكوين النفسي المستمر للمربيات، وتطوير استراتيجيات التواصل مع أسر الأطفال مؤكداً أن التدخل المبكر والبرامج الفردية هي أساس نجاح عملية الدمج والتعلم. كما ناقش سبل تعاون الجمعية مع المختصين لتنظيم جلسات دعم نفسي
ناقش اللقاء مجموعة من النقط الجوهرية التي تصب في صميم عمل الجمعية
انتهى اللقاء بتوصيات عملية تم التوافق عليها، منها إعداد خطة عمل سنوية واضحة المعالم، وإعداد ملفات دعم للمجالس المنتخبة، مع دعوة الفاعلين المؤسساتيين إلى ضرورة تحمل مسؤولياتهم اتجاه أطفال التوحد الذين يحتاجون إلى تكفل تربوي وصحي دائم.
تُعد جمعية التوحد بويافر اليوم واحدة من الجمعيات الفاعلة بإقليم الناظور، والتي أثبتت جدارتها واستمراريتها بفضل التزام مكتبها النسوي، وحرصها على أن تكون سندًا حقيقيًا للأطفال في وضعية توحد وأسرهم. ويُنتظر أن تُشكّل توصيات هذا اللقاء خارطة طريق حقيقية للارتقاء بالخدمات الموجهة لهذه الفئة، وتحسين ظروف الاشتغال داخل الفضاءات التربوية المتوفرة.