حرائق الغابات تهدد شمال المغرب مع بداية صيف ملتهب.. تحذيرات رسمية واستنفار ميداني

جريدة أرض بلادي – شيماء الهوصي

تشهد جهة طنجة تطوان الحسيمة بداية صيف ساخنة، ليس فقط بسبب ارتفاع درجات الحرارة، بل أيضاً بفعل تصاعد خطر اندلاع حرائق الغابات، مما أعاد إلى الأذهان سيناريوهات السنوات الماضية التي أتت فيها النيران على آلاف الهكتارات من الغطاء الغابوي.

 

وفق معطيات رسمية، فإن هذه الجهة تصدرت خلال النصف الأول من سنة 2025 قائمة المناطق الأكثر تضرراً من الحرائق على الصعيد الوطني، بعدما سجلت 54 حريقاً غابوياً دمرت حوالي 264 هكتاراً. ووقعت 80 بالمائة من هذه الحرائق بين منتصف أبريل ونهاية يونيو.

 

وتوزعت هذه الحرائق بشكل متفاوت، حيث تصدر إقليم تطوان بـ18 حريقاً أتلفت 112 هكتاراً، يليه إقليم شفشاون بـ9 حرائق (40 هكتاراً)، ثم العرائش بـ11 حريقاً (16 هكتاراً)، فيما كانت حرائق طنجة أكثر شراسة، حيث التهمت 86 هكتاراً، إلى جانب حرائق أقل في الحسيمة ووزان.

 

وفي تصريح رسمي، نبه رئيس المركز الوطني لتدبير المخاطر المناخية، فؤاد العسالي، إلى أن مؤشرات هذا الصيف تنذر بخطر كبير، بفعل موجتين من الحرارة العالية والطويلة، مما أدى إلى جفاف مبكر للغطاء النباتي وزيادة قابليته للاشتعال.

 

العسالي حذر من أن الأسوأ لم يأتِ بعد، موضحاً أن شهري غشت وشتنبر يشكلان ذروة موسم الحرائق، وفقاً لتوقعات عالمية تشير إلى أن منطقة المتوسط ستكون من بين أكثر المناطق عرضة لهذه الكوارث الطبيعية خلال الأشهر المقبلة.

 

وفي مواجهة هذا التهديد، شددت الوكالة الوطنية للمياه والغابات على جاهزية فرقها الميدانية، معززة بطائرات ومعدات متطورة، لمواجهة أي طارئ، لكنها دعت في الوقت نفسه إلى تعاون المواطنين، مطالبة بعدم إشعال النيران أو القيام بأي نشاط قد يؤدي إلى اندلاع الحرائق، خاصة وأن 99 في المائة من هذه الكوارث تعود لأسباب بشرية.

 

ويبقى الأمل معقوداً على وعي السكان وتدخل السلطات في الوقت المناسب لتفادي كارثة بيئية تهدد رئة الشمال وثروته الغابوية، في انتظار موسم صيف أقل ضرراً مما تشير إليه المؤشرات المناخية الحالية.