حركة ” مواطنو الرايخ “

جريدة ارص بلادي . الحسين أيوسف

أعلنت السلطات الألمانية يوم الأربعاء 7 دجنبر 2022، أن أجهزتها الأمنية اعتقلت 25 شخصاً من أفراد مجموعة “مواطنو الرايخ”، يشتبه في تخطيطهم لشن هجوم على البرلمان والاستيلاء على السلطة. فمن تكون هذه الحركة؟.
تنتمي حركة “مواطنو الرايخ” لليمين المتطرف، و تحمل هذا الإسم لكونه يرمز (للإسم الرسمي القديم لألمانيا بين عامي 1871 و1945) دولة “الرايخ الألماني” وفي قناعات أعضائها أنهم من يمثلون الدولة الألمانية الشرعية الوحيدة، والتي لازالت محتلة من قبل قوات أجنبية منذ الحرب العالمية الثانية إلى يومنا هذا، حيث يعتقد أعضاؤها، نظراً لأنه لم تكن هناك معاهدة سلام رسمية، فإن الاحتلال مستمر. فمن تم يرفضون وجود جمهورية ألمانيا الاتحادية، ويصرون على أن حدود الإمبراطورية الألمانية لعام 1871 لا تزال موجودة، وأن الدولة الحديثة ما هي إلا بناء إداري لا يزال محتلاً من قبل قوات الحلفاء. ويروج أعضائها لنظرية مؤامرة مفادها أن ألمانيا الحديثة مستعمرة أمريكية، ومجرد منطقة إدارية تابعة لقوى غربية هي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا. وأن الحكومة، والبرلمان، والسلطتين القضائية والأمنية مجرد دمى تعينها وتديرها جهات خارجية.
فمن منظورهم فالدولة الألمانية (جمهورية ألمانيا الاتحادية) الحالية، التي تأسست عام 1949، تأسست بصورة غير قانونية ولا شرعية لها، ولذلك لا تعد دولة ذات سيادة. ويتشبث أغلب المنتسبين لهذه الحركة بحدود ألمانيا عام 1937، أي قبل الحرب العالمية الثانية، والتي تضم أجزاءا من بولندا وفرنسا حالياً. ولذلك لا يعترف “مواطنو الرايخ” بالمؤسسات الألمانية، مثل المحاكم والسلطات الحكومية، وكذلك لا يعترفون بالقوانين، ولذلك يرفضون دفع فواتير الضرائب و الغرامات الحكومية أو الاستجابة للدعوات الموجهة من قبل المحاكم والسلطات الألمانية. كما لا يحتفظ أعضاء هذه الحركة بهوياتهم الرسمية أو جوازات سفرهم، ويحملون بدلاً عنها وثائق غير رسمية يطلقون عليها تسمية “هوية مواطني الرايخ”وتقول المصادر الألمانية أن “مواطنو الرايخ” لا يعترفون بمؤسسات الدولة الألمانية، ولا يطيعون الشرطة، ولا يدفعون الضرائب ولا رسوم ضمان اجتماعي، وهم يصدرون بطاقات هوية لأنفسهم وحتى لوحات تسجيل سياراتهم يعيدون تصميمها.
وأعلنت السلطات في ألمانيا أن أعضاء هذه الحركة اعتقلوا الأربعاء بتهمة التخطيط للإطاحة بحكومة البلاد في انقلاب عسكري وشيك. وأن مجموعة منهم بدأت تخطط لتأسيس جيش سري خاص. لكون الكثير منهم يمتلك أسلحة رغم كونها مرخصة قانونياً. وستشرع في تفكيك هذا التنظيم المتطرف، بعدما كانت الأجهزة الأمنية تعتبرهم مجرد جماعة صغيرة غريبة الأطوار، لا تشكل تهديداً. غير أن هذه النظرة قد تغيّرت وبدأت تراقب أعضاءها بشكل أكثر صرامة. لكون المرتكز الأيديولوجي للحركة حسب المصادر الألمانية دائما، يقوم على معتقدات عنصرية ومعادية للسامية ونظرة متطرفة يمينية للعالم، ويعتبرون جمهورية ألمانيا الفيدرالية غير شرعية، وما هي إلا “مؤامرة صهيونية – ماسونية”، كما أن الحكومة الألمانية تخضع لسيطرة قوى صهيونية تجب الإطاحة بها والعودة للإمبراطورية الألمانية، وتنصيب الأمير هاينريش الثالث عشر، 71 عاما، الذي ينحدر من إحدى أسر النبلاء الألمانية القديمة، كزعيم جديد للبلاد.