حفيظة اغربي.. نموذج لامرأة تقف في وجه العنف وتدافع عن قضايا المرأة والطفل بالناظور

 

أرض بلادي-عزيز بنعبد السلام 

 

وسط واقع اجتماعي معقد، تتعدد فيه التحديات التي تواجه المرأة والطفل، برزت الأستاذة حفيظة اغربي كإحدى أبرز الفاعلات الجمعويات والحقوقيات في إقليم الناظور، حيث كرّست سنوات من العطاء والعمل الميداني في سبيل الدفاع عن الحقوق الإنسانية، ومحاربة الهشاشة والعنف، وتقديم الدعم للفئات الأكثر تضررًا داخل المجتمع.

مناضلة بصمتها واضحة

حفيظة اغربي ليست مجرد اسم يتردد في أوساط المجتمع المدني فحسب، بل هي امرأة مناضلة، جمعت بين العمل الجمعوي، والمهام الحقوقية، والتطوع الإنساني، بشغف كبير وإيمان راسخ بقدرة التغيير من داخل المجتمع نفسه. فمن خلال عضويتها لجمعية المرأة والطفل بالناظور، استطاعت أن تطور عملًا ميدانيًا فعالًا، يستهدف تمكين النساء، ومرافقة الأطفال في وضعية هشاشة، والدفاع عن قضاياهم على المستوى المحلي.

وتشغل الأستاذة حفيظة أيضًا رئيسة جمعية أبطال نوميديا، وهي جمعية رياضية باقليم الناظور تسعى إلى خلق دينامية جديدة في مجال الرياضي  وعضوة المرصد الدولي للإعلام وحقوق الإنسان بجهة الشرق.

دور فاعل في خلية العنف ضد النساء والأطفال

من بين أبرز المحطات في مسار الأستاذة اغربي، انخراطها الفعال ضمن خلية التكفل بالنساء ضحايا العنف والأطفال، وهي خلية تشتغل داخل المؤسسات العمومية لتوفير حماية قانونية ونفسية للنساء المعنفات والأطفال ضحايا الاعتداءات أو الإهمال. وهنا تلعب حفيظة دورًا أساسيًا في الاستماع، والتوجيه، ومرافقة الحالات في المساطر القانونية والاجتماعية، بتعاون مع باقي المتدخلين من السلطات والمصالح الصحية والاجتماعية.

عملها في هذه الخلية يعكس درجة عالية من الالتزام والمسؤولية، إذ لا تكتفي بدورها كوسيط، بل تسعى إلى التمكين النفسي للضحايا، وإعادة إدماجهم في الحياة العامة، وتوفير بيئة آمنة لهم لاستعادة الثقة بالنفس.

تجربة ثرية في العمل الخيري

لم تتوقف الأستاذة حفيظة اغربي عند العمل المؤسساتي والحقوقي، بل كانت من الوجوه النسائية النشيطة في المبادرات الخيرية والتطوعية، حيث سبق لها أن ساهمت في تنظيم قوافل طبية إلى المناطق النائية والمحرومة، بالتعاون مع عدد من الجمعيات والهيئات، وذلك لتقريب الخدمات الصحية من الساكنة المعوزة، وتوفير الفحوصات والأدوية للمرضى.

كما انخرطت في عدة عمليات تضامنية لفائدة الأرامل والمطلقات والأطفال الأيتام، من خلال توزيع مساعدات غذائية وكسوة، وتنظيم أنشطة تربوية، ورحلات ترفيهية للأطفال، انطلاقًا من قناعة راسخة بأن الرعاية الاجتماعية مسؤولية جماعية تستوجب العمل الجماعي والتنسيق بين الفاعلين.

شخصية ميدانية تحظى بالاحترام

حفيظة اغربي امرأة ميدانية بامتياز، قريبة من هموم المواطنات والمواطنين، ولا تتردد في التواجد في قلب الأحداث، سواء داخل المؤسسات أو في القرى والضواحي، لتكون صوتًا لمن لا صوت لهم. وقد نالت تقدير واحترام فئات واسعة من الساكنة، والمسؤولين المحليين، ورفاقها في الحقل الجمعوي، لما أبانت عنه من جدية ونزاهة في أداء المهام، ووفاء لقضايا العدالة الاجتماعية والإنصاف.

في زمن أصبح فيه العمل الجمعوي رهينًا بالتحديات المالية والإدارية، تثبت الأستاذة حفيظة اغربي أن التغيير الحقيقي يبدأ من الإيمان بالقضية، ومن القدرة على الاستمرار رغم الصعاب. فهي تمثل نموذجًا للمرأة المغربية المناضلة، التي لا تكتفي بالوقوف في الصفوف الخلفية، بل تقتحم الواجهة، وتقاوم من أجل بناء مجتمع أكثر عدلًا وتضامنًا.

إنها صورة مشرقة من صور الناظور، واسم يستحق أن يُسلّط عليه الضوء، وأن يُكرّم على جهوده المتواصلة من أجل الكرامة الإنسانية، وتمكين المرأة، وصون حقوق الطفل.