حليمة أحيزون.. امرأة في ميدان الأمن الخاص بين التحديات والطموحات

أرض بلادي _عزيز الناظوري

 

في إطار برنامجنا الصحفي، أجرينا مقابلة مع حليمة أحيزون وهي حارسة أمن خاص تعمل في تأمين الحفلات والمهرجانات، حيث تحدثت إلينا عن تجربتها في هذا المجال، الصعوبات التي تواجهها، وطموحاتها المستقبلية.

 

بداية المشوار.. حلم الأمن الوطني يقود إلى الأمن الخاص

 

عندما سألنا حليمة عن بدايتها في مجال الأمن الخاص، أجابت بأنها كانت تطمح للالتحاق بالأمن الوطني، لكن الظروف قادتها للعمل في الأمن الخاص، الذي وجدت فيه تجربة قريبة من حلمها الأصلي، مما جعلها تقبل التحدي وتبدأ رحلتها المهنية.

 

طبيعة العمل والتحديات

 

تقول حليمة احيزون إنها تعمل في تأمين الحفلات والمهرجانات، وهو مجال يتطلب الكثير من اليقظة والانتباه، حيث يكون التعامل مع أعداد كبيرة من الأشخاص، بعضهم يكون في حالة انفعالية أو غير منضبطة.

 

أما عن الصعوبات، فقد أكدت أنها تواجه بعض المواقف الصعبة كامرأة في هذا المجال، لكنها تعتمد على طريقة تعاملها مع المواقف لتجاوزها. تضيف أن أحد التحديات التي أثرت فيها هو أن بعض الأشخاص لا يعاملونها باحترام لمجرد أنها امرأة تعمل في الأمن، لكنها مع ذلك، تحافظ على احترافيتها وتركيزها على عملها.

 

مواقف وتجارب في الميدان

 

خلال مسيرتها، صادفت حليمة عدة مواقف صعبة، ولكن أكثر موقف أثر فيها كان عدم احترام بعض الأشخاص لها في العمل. رغم ذلك، لم تستسلم لهذه التجربة، بل استفادت منها لتصبح أقوى وأكثر قدرة على التعامل مع مثل هذه المواقف مستقبلاً.

 

نظرة المجتمع والمستقبل المهني

 

عندما سألناها عن رؤية المجتمع للمرأة في الأمن الخاص، أوضحت أن هناك من يدعم المرأة في هذا المجال، بينما البعض الآخر لا يزال يستهجن وجودها فيه. ومع ذلك، فإنها تعتقد أن المرأة أثبتت قدرتها على النجاح في هذا الميدان.

 

نصيحة للفتيات الراغبات في دخول الأمن الخاص

 

في ختام حديثها، تشجع حليمة الفتيات على دخول هذا المجال، لأنه يمنح المرأة قيمة وأفكارًا جميلة، كما أنه يطور شخصيتها وثقتها بنفسها. وترى أن العمل في الأمن ليس فقط وظيفة، بل تجربة غنية بالمهارات والتحديات التي تجعل الشخص أكثر قوة واستعدادًا لمواجهة الحياة.

 

حليمة.. نموذج للمرأة القوية في ميدان الأمن الخاص

 

قصة حليمة تلخص تجربة الكثير من النساء اللواتي قررن خوض غمار المهن التي كانت سابقًا حكرًا على الرجال. من خلال إصرارها وتحديها للصعوبات، تثبت أن المرأة قادرة على النجاح في أي مجال تختاره، طالما تمتلك العزيمة والإرادة القوية.

 

تواصل حليمة عملها في الأمن الخاص بإصرار، متقبلة كل التحديات التي تواجهها في سبيل تحقيق ذاتها وإثبات أن المرأة قادرة على أداء هذا الدور بكفاءة ومسؤولية. رغم أن المجتمع لا يزال يحمل أحكامًا مسبقة حول عمل النساء في هذا المجال، إلا أنها ترى أن الزمن يتغير، والمرأة اليوم أصبحت حاضرة في كل الميادين، بما في ذلك المهن التي تتطلب القوة والانضباط.

 

التحفيز والدعم.. عوامل أساسية للنجاح

 

ترى حليمة أن نجاح المرأة في الأمن الخاص لا يعتمد فقط على قدرتها البدنية أو النفسية، بل يحتاج أيضًا إلى بيئة داعمة، سواء من العائلة أو المجتمع أو الزملاء في العمل. وتشير إلى أن هناك من يقدر مجهوداتها ويحترم عملها، وهو ما يمنحها دافعًا للاستمرار، رغم التحديات اليومية التي تواجهها.

 

كما تؤكد أن العمل في الأمن الخاص لا يقتصر فقط على مواجهة المخاطر، بل يمنح المرأة فرصة لاكتساب مهارات جديدة مثل:

 

القدرة على التعامل مع المواقف الصعبة بحكمة وهدوء.

 

تنمية مهارات التواصل الفعّال مع مختلف فئات المجتمع.

 

بناء شخصية قوية ومستقلة قادرة على مواجهة التحديات.

 

الطموح لا يتوقف.. المستقبل مفتوح أمامها

بالنسبة للمستقبل، تؤمن حليمة احيزون أن رحلتها لم تنتهِ بعد، فهي لا تزال تسعى لتحقيق حلمها ، كما أنها تفكر في تطوير نفسها في مجال الأمن الخاص، وربما تولي مناصب قيادية مستقبلاً.

 

تؤكد في حديثها أن العمل في هذا المجال ليس سهلاً، لكنه يمنح شعورًا بالرضا والإنجاز، خاصة عندما تكون جزءًا من فريق يحافظ على أمن وسلامة الآخرين في الفعاليات والأماكن العامة.

 

رسالة أخيرة.. القوة في الإرادة

 

تختم حليمة حديثها برسالة لكل فتاة تفكر في العمل في الأمن الخاص، قائلة:

 

“لا تخافي من التجربة، فكل مهنة تحمل صعوباتها، لكن الإرادة القوية والتصميم يجعلان أي شيء ممكنًا. العمل في الأمن الخاص ليس فقط للرجال، بل هو مجال يمكن للمرأة أن تثبت فيه نفسها، وتؤدي دورًا مهمًا في الحفاظ على الأمن والاستقرار. الأهم هو أن تكون لديك الثقة بنفسك، وأن تؤمني بقدرتك على النجاح مهما كانت الظروف.”

 

ختامًا.. نموذج للمرأة القوية في عالم التحديات

 

في نهاية هذا الحوار، تبرز حليمة كنموذج للمرأة المغربية الطموحة، التي لم تدع الظروف تقف في طريقها، بل حولت تحدياتها إلى فرص، وأثبتت أن العمل في الأمن الخاص ليس مقتصرًا على الرجال. قصتها تلهم الكثيرات وتفتح الباب أمام نقاش أوسع حول دور المرأة في المهن غير التقليدية، وأهمية تمكينها في مختلف المجالات.