حين تتعانق الفنون والأحاسيس بمعرض فاطمة دويراني في لحظة وفاء وتكريم

جريدة أرض بلادي – عون محمد –

شهد فضاء المركز الثقافي اكدال، في الآونة الأخيرة، الذي أحضن أحلام الفنانة التشكيلية فاطمة دويراني (ام هند) من خلال لوحات تشكيلية غاية في الإمتاع البصري، تنظيم حفل فني وموسيقي وفاء وتكريما لموظفي مقاطعات اكدال الرياض المحالين على المعاش.

وشكل هدا الفضاء المؤثث بفيض من اللوحات التشكيلية، التي أبدعتها أنامل الفنانة المتجددة، تحت شعار “انعكاسات” منصة إبداعية امتزج فيها أريج الألوان المبهرة الدافئة والحارة حينا، بإيقاعات موسيقية تراثية أصيلة، ونبض وجدان إنساني مؤثر للغاية.

في تلك اللحظات التكريمية، التي امتلأت فيها المشاعر الرقيقة والذكريات والعلاقات الإنسانية، تفتقت ظلال وارفة من الهسيس اللوني التشكيلي، الذي أوجدت نسيمه الفنانة فاطمة، طيلة مسيرتها المشبعة بالحلم والأمل، واستشراف المستقبل.

تلك إذن، كانت لحظة من لحظات زمن مسروق، لانعكاسات اللون لدى الفنانة التشكيلية دويراني، على أحاسيس المكرمين، في صورة دافئة مليئة بالأحاسيس الرقيقة، التي تعيد الإنسان إلى دائرة الحياة من جديد، مهما توقفت ساعات الدوام.

في تلك اللحظات اجتمعت الموسيقى، برنين إيقاعات فنية تشكيلية، تنعكس انعكاسا آسرا على النفس والوجدان والروح والخاطر، وما هو ماضي وقادم في المستقبل، إنها صور بهية جمعت بين مختلف الفنون في أبهى التجليات، لتبقى اللوحة مهما كانت صامتة، لها أعراس، واهازيح، وأجراس، وصهيل خيول تعدو باتجاه المستحيل.

المستحيل في لوحات الفنانة (ام هند)، خلال هذه المناسبة التي تقام في أجواء الاحتفال بالذكرى 26 لعيد العرش المجيد، والذكرى 18 لمهرجان ربيع اكدال الرياض، يحاكي جذبة عيساوى للفن الأصيل، حيث يتجانس اللون الأسود الشريف، بباقي الألوان ليضفي على اللوحة أناقة جذابة ليس لها مثيل.

سيد الألوان الشريف، استأسد في تلك اللحظات الراقصة، ليقيم هو الآخر أعراسا في مدائن ليالي تصدح ببوح العاشقين في آخر الهزيع، إنها قصائد شعرية لها أبهة النخوة الساحرة في كل حركات الريشة، التي رسمت عوالم مبهرة للغاية.

ثمة كان الاحتفاء والتكريم ولحظة الوفاء، وكانت اللحظة في صورة مذهلة، تحتفي في العمق بالفن التشكيلي الرفيع، ليكون معرض (ام هند)، مرآة إبداعية تنكعس عليها الكثير من الأحلام، التي وقف عندها الجمهور متسائلا، كيف ولماذا، ومن أين تستمد هذه الفنانة الموهوبة قوتها الإبداعية في صناعة الجمال والآمال والمستقبل.