جريدة أرض بلادي -هيئة التحرير-
في خطوة لافتة تحمل أبعاداً استراتيجية، عيّن جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، البروفيسور خالد آيت طالب والياً على جهة فاس – مكناس وعاملاً على عمالة فاس، وذلك خلال المجلس الوزاري المنعقد يوم الأحد 19 أكتوبر 2025 بالقصر الملكي في الرباط.
هذا التعيين يأتي في سياق دينامية مؤسساتية جديدة تروم تعزيز النجاعة الترابية، وتثمين الكفاءات الوطنية في تدبير الشأن العام المحلي، خاصة في الجهات ذات الثقل الاقتصادي والتاريخي والثقافي، كجهة فاس – مكناس.
خالد آيت طالب، المعروف بخبرته الواسعة في القطاع الصحي والتدبيري، سبق أن تولى وزارة الصحة في ظروف دقيقة، حيث بصم على أداء حاسم خلال فترات حساسة من تاريخ المملكة، أبرزها تدبير أزمة جائحة كوفيد-19. وقد أظهر خلالها قدرة كبيرة على إدارة الأزمات واتخاذ قرارات سريعة وفعالة، وهو ما يؤهله اليوم للعب دور محوري في تنزيل الرؤية الملكية على المستوى الترابي.
تعيينه والياً على فاس – مكناس لا يمكن قراءته فقط من زاوية التغيير الإداري، بل يبعث أيضاً برسائل واضحة نحو ترسيخ نموذج جديد للحكامة الجهوية، قائم على الكفاءة، وربط المسؤولية بالمحاسبة، وفتح آفاق جديدة للتنمية المجالية المندمجة.
وتُعد جهة فاس – مكناس من الجهات المحورية في الخريطة الوطنية، لما تتوفر عليه من مؤهلات بشرية واقتصادية وثقافية، وهو ما يتطلب قيادة ميدانية قادرة على مواكبة الأوراش الكبرى، وتحفيز الاستثمار، وتجويد الخدمات العمومية، خاصة في ما يتعلق بالصحة، التشغيل، والتعليم.
وفي ظل التوجه العام للمجلس الوزاري، الذي طبعته مصادقة على إصلاحات هيكلية وتوجهات جديدة في السياسات العمومية، فإن تعيين خالد آيت طالب يُمثل ترجمة عملية لرغبة الدولة في ضخ دماء جديدة في مراكز القرار الترابي، تماشياً مع رؤية تنموية شاملة تتجاوز التدبير التقليدي، نحو نموذج أكثر فعالية والتزاماً.
هذا التعيين يعكس إرادة ملكية قوية في منح الجهات دوراً أكبر في التنمية الوطنية، وفي جعل فاس، العاصمة العلمية والتاريخية للمملكة، نقطة إشعاع تنموي يستمد قوته من إرثه العريق، وطاقاته الكامنة.