جريدة أرض بلادي -هيئة التحرير-
في زمن طغت فيه الخطابات الفارغة والمشاركات المناسبة، تظل خديجة السموءل شعلة مضيئة تذكرنا بمجد الباعمرانيات الشريفات، اللواتي سطرن صفحات مشرقة في تاريخ النضال والمشاركة المجتمعية.
خلال مهرجان “قوافل” السنوي الذي اعتاد أن يحتفي بالتراث والتاريخ، كانت خديجة السموءل تمثل رمزًا نادرًا للمشاركة الرزينة ذات العمق والصدق، صوتها كان يحيي الذاكرة الجماعية ويروي بفخر مآثر أجدادها المجاهدين الذين ساهموا في تحرير إقليم سيدي إفني من الاستعمار الإسباني.
لقد كانت تدخلاتها تثير الإعجاب والدهشة، لأنها لم تكن تتكلم إلا بلغة الحقيقة النابعة من قلب بيئة عايشت النضال عن قرب، نساء مثلها يستحقن أن يكنّ في واجهة كل مناسبة وطنية، لا أن يتم تهميشهن لصالح وجوه تحتكر الخطاب والصوت في أغلب المحافل.
إن الدعوة اليوم ملحة لتأسيس جمعية نسوية تمثل التراث الباعمراني الأصيل وتكون ناطقة باسم السلف الصالح من النساء، بعيدًا عن التحريف والتزييف، حتى تعود الكلمة إلى أهلها، وتعلو الأصوات التي تستحق أن تُسمع.
خديجة السموءل ليست فقط ناشطة جمعوية، بل شخصية ذات بصمة قوية في العمل الاجتماعي بسيدي إفني، تُعرف بمبادراتها الهادفة إلى توعية المجتمع وتعزيز التنمية المحلية. هي نموذج للمرأة المناضلة التي لم تنس ماضيها ولم تتخلَّ عن حاضرها، بل مزجت بينهما في سبيل مستقبل أفضل.
فهل آن الأوان لإعادة الاعتبار لصوت الباعمرانيات الأصيل، وتكريم أمثال خديجة السموءل بدل تجاهلهن؟
★مراسلة : محمد يوشعر ★