جريدة أرض بلادي – شيماء الهوصي –

احتضنت المكتبة الوسائطية القدس بمدينة خريبكة، مساء أمس الخميس، فعاليات الدورة الثالثة لملتقى “النقد المغربي في خدمة الآداب العربية”، الذي خُصِّص هذا العام لتكريم المسيرة العلمية والإبداعية للناقد والأكاديمي البارز الدكتور سعيد يقطين، أحد أبرز الأسماء في الدراسات الأدبية والسردية المعاصرة في العالم العربي.
ويندرج هذا الملتقى ضمن البرنامج الثقافي الذي تنظمه جمعية أصدقاء المكتبة الوسائطية ابن خلدون بخريبكة، احتفالاً بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء والذكرى السبعين لعيد الاستقلال، وفي سياق أجواء الاحتفاء الوطني بالانتصارات الدبلوماسية التي عزّزت موقع المغرب وتأكيد منظمة الأمم المتحدة لمغربية الأقاليم الجنوبية.
وفي كلمته الافتتاحية، أشاد رئيس الجمعية الأستاذ صالح طريف بالدور الريادي للدكتور يقطين في تطوير النقد الأدبي العربي، مؤكداً أن النقد يشكّل ركيزة أساسية في دعم الإبداع من خلال إضاءاته التفسيرية وتوجيهاته للفاعلين في الحقل الأدبي. وأضاف أن تكريم هذه القامة الأكاديمية، التي أغنت المكتبة العربية بإسهامات نوعية من كتب ومحاضرات ودراسات، هو اعتراف بما قدمه من تجديد وعمق في مجال السرديات والنقد الأدبي.
من جانبه، عبّر الدكتور سعيد يقطين عن امتنانه لهذا الاحتفاء، مشيراً إلى أن مثل هذه اللقاءات تُسهم في ترسيخ الحوار النقدي الحر الذي يفتح آفاقاً جديدة أمام الباحثين والمهتمين بالأدب. وقد تناول في كلمته عدداً من القضايا الأدبية والنقدية، مقدّماً رؤى تحليلية تعكس خبرته وعمق اشتغاله في هذا المجال.

وشهد الحفل الافتتاحي تقديم شهادات نقدية حول مسيرة المحتفى به؛ من بينها مداخلة الباحث سعيد فرحاوي التي أبرز فيها دور يقطين في إثراء السرد العربي وترسيخ منهجية البحث العلمي في الدراسات الأدبية. كما قدم الدكتور الشرقي نصراوي، أحد تلامذة يقطين، كلمة مؤثرة استعرض فيها مراحل من تجربته الأكاديمية، مُثنياً على ما قدمه أستاذه من دعم وإسهام في تجديد المقاربات النقدية العربية.
ويتضمّن برنامج الملتقى جلسة نقاشية بعنوان “سعيد يقطين: النص التفاعلي، الأدب والرقمنة”، يليها حوار مفتوح مع الباحثين والمهتمين، على أن يُختتم اليوم بحفل تكريم للدكتور سعيد يقطين والدكتور سعيد فرحاوي تقديراً لعطائهما في خدمة النقد المغربي وإغناء المشهد الثقافي العربي.
وتُقام هذه الدورة بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، والجماعة الترابية لخريبكة، في إطار جهود الحفاظ على إشعاع الثقافة المغربية وتكريم رموزها الذين أسهموا في تطوير الدراسات الأدبية والسردية .
