“ذكرى وفاة رائد الرواية الجزائرية الروائي الجزائري الطاهر وطار”

تحل اليوم ذكرى وفات الروائي الجزائري الطاهر وطارفي 12غشت من كل سنة وهو أحد أبرز رواد الرواية الجزائرية والعربية الحديثة، وقد إنحدر من جذور شعبية ريفية، شكَّلت لديه دورًا كبيرًا ومهمًا حينما إمتهن الكتابة الصحفية والروائية منذ شبابه المبكر، قبل أن ينتمى للفكر اليسارى التقدمى، وقد إلتحق بصفوف جبهة التحرير، وشارك بكل جهد فى تحرير بلاده من أسر الإستعمار الفرنسي.
ولد الطاهر وطار في 15 أغسطس 1936، في أسرة أمازيغية تسكن سوق أهراس، وتنتمي إلى عرش “الحراكتة” الكائن في إقليم يصل من “باتنة” غربًا إلى “خنشلة” جنوبًا إلى ما وراء “سدراتة” شمالًا، وفي وسطه توجد مدينة “الحراكتة”، وقد ولدته أمه بعد أن فقدت ثلاثة أبناء قبله لم يكتب لهم الإستمرار في الحياة، فكان هو الإبن المدلل للأسرة الكبيرة التي يشرف عليها الجد الذي تزوج أربع نساء، وأنجبت كل واحدة منهن عدة أولاد، وبنات وقد كان هذا الجد أميًا لكنه كان يتمتع بمكانة إجتماعية بارزة، وقد صرَّح الطاهر وطار أنه ورث عن جده الكرم، والعزة، وعن أمه الطموح والحساسية المرهفة وعن أبيه الزهد والقناعة والتواضع.
إشتغل الطاهر وطار في الصحافة التونسية، وتحديدًا في “النداء” التي شارك في تأسيسها، و”لواء البرلمان التونسي”، وعمل في “يومية الصباح”، وتعلم فن الطباعة، وأسس في 1962 أسبوعية الأحرار بمدينة قسنطينة، وهي أول أسبوعية في الجزائر المستقلة، ثم ساهم في 1963 في تأسيس أسبوعية الجماهير بالجزائر العاصمة، التي قامت السلطة بدورها بإيقافها، ليعود في عام 1973 ويقوم بتأسيس أسبوعية الشعب الثقافي وهي تابعة لجريدة الشعب، وقد أوقفتها السلطات أيضًا في عام 1974 لأنه حاول أن يجعلها قبلةً للمثقفين اليساريين، ومنبرًا يتحدثون من خلاله ليعبروا عن أفكارهم ومقولاتهم.
للروائي”وطّار” منجزات وإسهامات في الكثير من سيناريوهات الأفلام الجزائرية، فقد قام بتحويل قصة “نوة من مجموعة دخان من قلبي” إلى فيلم من إنتاج التلفزة الجزائرية، وقد نال الكثير من الجوائز كما تم تحويل المجموعة القصصية “الشهداء يعودون هذا الشهر” إلى مسرحية فازت بالجائزة الأولى بمهرجان قرطاج التونسي.
من أبرز أعماله مجموعة “دخان من قلبي تونس” ومجوعة “الشهداء يعودون هذا الشهر” ورواية “اللاز” و”عرس بغل” و”تجربة في العشق” و”رمانة” و”الشمعة والدهاليز” و”العشق والموت في الزمن الحراشي”
مراسلة/سلمات