رمضان كريم (8) وجبات بلا تعقيدات “دكتور عبد العزيز حنون”

جريدة ارض بلادي-رضوان جميلي-

في السوق المغربي هناك تنوع على مستوى العرض بخصوص المواد الغذائية المصنعة الجاهزة، وهي تغري وتوهم المستهلك كما لو انها تضم ما ينفع الجسم، لكن الحقيقة هي العكس تماما. وقد سمعنا عن مواد منتهية الصلاحية في مخازن وأسواق عشوائية، و حتى في المساحات الراقية. ولذلك ودون أن نسقط في شراك الاشهار والتدليس ليس هناك أفضل من المواد الطبيعية الطازجة، و هي موجودة والحمد لله بوفرة في السوق المغربي. مع كامل الاسف هذه السنة اصابتها جائحة الغلاء والمضاربة. ما علينا!

 

المعدة رأس الداء والحمية رأس الدواء، كما في الأثر. يعني أنه ليس هناك شيء أخطر على الجسم اكثر مما يدخل عبر بوابة المعدة. ولذلك يجب أن نعدل من منهجية الغذاء. وبدون أن نتيه في التفاصيل، يجب أن نقلب معادلة مائدة الإفطار المغربية بتناول الكثير والكثير من الخضر، بمختلف أصنافها، وكيفما كانت أشكال تحضيرها، سواء عبر الطاجين اوالمبخر او الكاميلة التقليدية اوالصوبا ..المهم هو أن يكون الأساس من الخضر.

 

ويجب تناول الفواكه بدون إفراط لأن الكثير منها يضم نسبة مهمة من السكريات، ومن الأحسن أن تأكل مباشرة عوض عصرها لنستفيد منها جيدا، لأنه بتحضيرها كعصير يتم رمي “جلوفها”، وهي ألياف مفيدة جدا .

كما ينبغي ان لا نفرط في تناول السكريات البطيئة الامتصاص، كالخبز وما جاوره. ونتفادى نهائيا السكر الأبيض والمواد الدسمة ما عدا الزيوت النباتية الخالصة. ويجب النقص من الملح لأن الشعب المغربي يتناول الملح فوق المعدل المقبول صحيا. ونتناول حصة يسيرة من البروتينات و من الأحسن أن تكون سمكا(!!) أو لحما أبيض. كما يبنغي الاعتماد في كل هذه المواد على الطبيعي عوض المصنع، ونكثر من شرب الماء، ونتفادي المشروبات الغازية، حينها سيكون رمضان راحة للروح والبدن.

 

ملحوظة لا ينبغي القيام بالشوشرة والثورة على التقاليد المتجذرة في المجتمع بشكل مستفز، بل يمكن الحفاظ عليها، وإجراء تعديلات متناسقة مع قواعد الحمية الصحية. مثلا الحريرة في الجنوب المغربي، هناك عادة إضافة الخضر فيها مع الاحتفاظ بالنسمة والذوق . وكذلك تحضير الخبز هناك يتم حشوه بمختلف أنواع الخضر، وهذا شيء جميل. وهكذا حسب كل منطقة نجري تعديلات مناسبة مع احترام الأسس الذي ذكرت، و إن اقتضى الحال بعض التغييرات الطفيفة في الشكل فلا مشاحة في ذلك.