صرخة….المنسي.
بقلم:المعطي ولدالمسكين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أنا عبدٌ من عباد الله، ابن هذا الوطن، ابن الشهيد الذي روى بدمه تراب هذه الأرض الطاهرة، أكتب إليكم لا بلسان السياسة، بل بلسان القلب، لا أملك من حطام الدنيا إلا الصدق، ومن خزانة اللغة إلا رجاءً صادقًا: أن تنصتوا لصوت الضعفاء.
مولاي،
أكتب إليكم باسم الفقير الذي لا يجد قوت يومه، ولا دواءً لعلته، باسم الأرملة التي أنهكها الزمن، واليتيم الذي لا سند له، والمريض الذي ينتظر الشفاء في طابورٍ طويل، فلا يجد سريرًا في مستشفى، ولا ثمن دواء في جيبه.
أكتب إليكم باسم الطفل الذي يذهب إلى “مدرسة عمومية” لا تحميه من برد الشتاء ولا من جهل المناهج، وباسم الشاب الحالم الذي قضى عمره في الدراسة، ثم وجد نفسه واقفًا في طوابير البطالة، يُعامل وكأنه عبء، لا طاقة منتجة.
أكتب باسم من لا سقف له، لا بيت يأويه، ولا مأوى يحفظ كرامته الإنسانية. باسم من يتقاسم رغيفه مع الجوع، وينام ودمعته على الوسادة، يرجو ليلًا يمر دون إذلال.
مولاي،
نحن لا نطلب المستحيل، ولا نطمع في القصور. نطلب فقط حياة تحفظ لنا إنسانيتنا. نطلب تعليمًا لا يميز بين غني وفقير. نطلب صحة لا تحتاج “واسطة”. نطلب سكنًا يحفظ الكرامة لا يسكنه القهر. نطلب شغلًا يعيد للشباب الثقة في المستقبل.
أنا، ابن الشهيد، الذي ضحّى أبي من أجل أن تبقى هذه البلاد حرّة، أقول لكم بصدق: نحتاج نظرة أبوية منكم، نحن أبناء هذا الوطن، لسنا أرقامًا في الإحصائيات، بل أرواح تعبت، وقلوب تنزف في صمت.
مولاي،
أنتم أملنا بعد الله، وصوتنا حين يُسكت الصوت، وحقنا حين يُغتصب الحق.
ابنكم المخلص،
ابن الشهيد
المعطي ولدالمسكين.
إ