“عبق الوطن” ديوان شعر جديد للشاعرة ليلى التجري

جريدة أرض بلادي-هيئة التحرير-

 

قريبا إن شاء الله ديوان شعري  بعنوان “عبق الوطن” للشاعرة ليلى التجري يضم بين طياته أزيد من 60 قصيدة شعرية..

عن منشورات غاليري الأدب 2023م، وتقديم الكاتب المغربي مصطفى لغتيري .

وفيما يلي تقديم الديوان الشعري على لسان رائد غاليري الأدب للنشر الكاتب مصطفى لغتيري:

بالرغم من رأينا في البلاغة الجديدة، التي ما فتئت تغزو القول الشعر في المغرب، والوطن العربي عموما، متأثرة في ذلك بعدة عوامل عدة، منها الانفتاح الكبير على وسائل التوصل الاجتماعي، بالإضافة إلى التحولات العميقة، التي تجري على لغة التواصل والتخاطب، مما جعل لغة الشعر لا تبدو بعيدة جدا عن هذا التأثير، حتى أصبحنا نلاحظ بعض الكلمات والتعابير التي لم يكن الشعراء يحفلون بها، قد وجد لها طريقا بوسيلة أو بأخرى لتتسلل داخل المتون الشعرية، وقد يكون لذلك بعض فوائده، إذ لا ريب أنه يقرب الشعر من لغة التخاطب اليومية، ويجعله من جهة أخرى متورطا في متاهات وتفاصيل اليومي أكثر فاكثر، وهذا ما نلمسه في هذا الديوان وفي دواوين أخرى صدرت حديثا، أو في قصائد تظهر هنا وهناك تباعا، أقول بالرغم من رأينا، الذي قد يتفق وقد يختلف مع هذا التوجه، الذي أعتبره شخصيا سيفا ذا حدين، فإن تخصيص الشاعر لثيمة موحدة تجمع شمل القصائد، وتكسبها وحدة موضوعية مضمونة، لمن الأمور التي تحمد للشاعر، مهما كان توجهه ولغته، فوحدة الموضوع تعطينا في نهاية المطاف ديوانا حقيقيا، بعيدا عن تجميع القصائد من هنا ومن هناك، لتكوين مجموعة شعرية، تفتقد لهوية واضحة، تجعل إطلاق تسمية ديوان عليها يتميز بغير قليل من التعسف.
وقد عمدت الشاعرة ليلى التجري، التي دخلت هذه التجربة، أقصد تجربة ديوان بثيمة واحدة وموحدة، للمرة الثانية، بعد ديوانها “سمفونية الزهور” الذي كانت ثيمة الزهور طاغية عليه، من خلال تخصيص كل قصيدة لنوع محدد من الزهور، فجاء ديوان منسجما شكلا ومضمونا، واستحق بذلك اسم “ديوان”، واليوم تغوي حواضر المغرب، المنتشرة على امتداد التراب الوطني، شاعرتنا لتجعل من كل مدينة عنوانا لقصيدة من قصائد الديوان، لنحصل في الأخير على باقة مدن مرتبة بشكل جميل في مزهرية شديدة البهاء، توحي في أحد مستويات التأويل على الحس الوطني للشاعرة، يعضده الحس الفني، فانتجا لنا معا هذا الديوان، الذي يتيح لنا الطواف شعريا في ربوع الوطن، نستنشق عبيره الأخاذ، عبر التأمل في معالم المدن وتاريخها وكل ما يميزها، وقد جاء كل ذلك بلغة شعرية واضحة وبسيطة، تهدف إلى التواصل مع القارئ إلى أقصى الحدود، حتى تخلق للمتلقي المتعة المتوخاة وتقدم له بعض المعلومات عن مدينته.
لكل ذلك ولغيره يستحق منا هذا الديوان قراءة متأنية، تأخذ بعين الاعتبار طبيعة اللغة الشعرية، التي تلمح أكثر مما تصرح، حتى وأن ركبت الشاعرة في قصائدها هاته صهوة السهل الممتنع.
مصطفى لغتيري

لوحة تشكيلية للفنانة المغربية خديجة العدناني.