عتاب ضَّغْثُ/ رسالة  بقلم رندا المهر / الأردن

جريدة أرض بلادي-هيئة التحرير-

 

لن أبدأ بالسؤال عن أحوالك، لأني لم ألمسه في حالي؛ كأس الصحة الذي وعدتني به لم أره يثمل أوجاع جسدي البالي، والبذرة التي زرعتها شتاء، لم تقبلها شمس ربيعك، فلم تصخب أرانب في جيوبي الباردة.

حبيبي …

وعدت بحجم الحب الذي تكنه لروحي، لكن لم يكن بقدر ما اجتهدت أن تكون هانئا؛ غسلت عيني بدموع التحسر كي تسكنهما، فرشت سريرك بأزهار حرماني، فكانت مخداته يديّ التي اتكأت على أحجار الصقيع والجمر، وعلى أرجوحة جوعي غفت أجفانك.

 

حبيبي…

كم عددتُ بلاطات طرقات علني أصادف صندوق هداياك!، وكم أحصيتُ نجوما لعل شهابا يسقطه على أرضي!.

حبيبي …

نعم وعدت لكن كذبت، أنت جعلتني عجلة تدير ساعات الزمن، التي لسعتني عقاربها في غفوة قمر او في بزوغ شمس.

آه؛ حبيبي …

هاأنذا أتسول عطفك من عيون الأغنياء، أشحذ رضاك بصلوات الفقراء، كي أبيع ماض لم يصافحه أحد.

حبيبي …

إن دامت لي حياة، دعني خلخالا في طرف عربتك أو ريشة على طرف جناحك.

حبيبي…

خذني معك حيث أزرع بسمة على وجه بائس أو اجعلني دمية بيد طفل لم يرضع حنان الدنيا، وإن لم أكن جديرة بذلك وطاب لك مماتي، هب لي من أحد طيورك مشيعا.

حبيبي …

لا أعرف لك عنوانا سوى على مخدة، ولا أعلم لك قرارا إلا على مذبح الكوابيس، دمت بسلام.

 

إمضاء/ حالمة

التاريخ: فجر لم ينهض ونهار اتسعت حدقة شمسه.