فرنسا ترحب بالإفراج عن سيسيل كوهلر وجاك باري بعد ثلاث سنوات من الاحتجاز في إيران

أرض بلادي_ مراسلة ؛ شيماء الهوصي

شهدت فرنسا، الثلاثاء 4 نوفمبر 2025، حالة من الارتياح العميق عقب إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن الإفراج عن المواطنين الفرنسيين سيسيل كوهلر وجاك باري، اللذين كانا محتجزين في إيران منذ أكثر من ثلاث سنوات. وأكد ماكرون، في منشور على منصة “إكس”، أن “كوهلر وباري قد أُفرج عنهما وغادرا سجن إيفين، وهما في طريقهما إلى السفارة الفرنسية في طهران”، مشيداً بهذه الخطوة التي وصفها بأنها “مرحلة أولى مشجعة”، ومؤكداً استمرار الحوار لتأمين عودتهما إلى فرنسا في أسرع وقت ممكن.

وكانت السلطات الإيرانية قد أدانت كوهلر وباري منتصف أكتوبر الماضي بتهم تتعلق بالتجسس لصالح أجهزة الاستخبارات الفرنسية والإسرائيلية، وحكمت عليهما بالسجن عشرين عاماً وسبعة عشر عاماً على التوالي. واعتُقل الثنائي في 7 مايو 2022 أثناء زيارة سياحية لإيران، قبل أن يتحولا إلى محور أزمة دبلوماسية بين باريس وطهران.

وتبلغ سيسيل كوهلر من العمر أربعين عاماً، وهي أستاذة لغة فرنسية من منطقة الألزاس، فيما يبلغ جاك باري اثنين وسبعين عاماً، وهو أستاذ رياضيات متقاعد. وقد أثارت قضيتهما موجة واسعة من التضامن في فرنسا، حيث نصبت أمام الجمعية الوطنية في باريس لافتات تطالب بإطلاق سراحهما.

وفي الأسابيع الأخيرة، أعربت عائلتاهما عن قلق بالغ إزاء حالتهما الصحية والنفسية. وقالت نومي كوهلر، شقيقة سيسيل، في مؤتمر صحفي، إن “كل يوم من أيام احتجازهما يحمّل الدولة الفرنسية مسؤولية جديدة تجاه سلامتهما”، منددة بالأحكام التي وصفتها باريس بأنها “تعسفية”.

وكشفت نومي أنها تمكنت من التحدث معهما لفترة وجيزة عبر اتصال مرئي تحت رقابة مشددة، ووصفت المكالمة بأنها “نداء استغاثة”، مشيرة إلى أن شقيقتها قالت إنها “منهكة تماماً ولا تستطيع تحمّل مزيد من الأسابيع في السجن”.

ويأمل المقربون من كوهلر وباري أن تُتوَّج هذه الخطوة بعودتهما إلى فرنسا قريباً، فيما تواصل الدبلوماسية الفرنسية مساعيها لإنهاء هذا الملف الذي ظل لسنوات مصدر توتر بين باريس وطهران.