جريدة أرض بلادي – شيماء الهوصي
في ظل غلاء المعيشة الذي يعاني منه العديد من المغاربة، قد يبدو تنظيم أو حضور المهرجانات والاحتفالات وكأنه يتعارض مع واقعهم اليومي. ومع ذلك، هناك عدة عوامل تساهم في هذا التناقض الظاهري.
أولاً، المهرجانات توفر فرصة للناس للهروب من الضغوطات اليومية والتوترات المرتبطة بغلاء المعيشة. بالنسبة للكثيرين، قد تكون هذه الفعاليات وسيلة للاستمتاع والترويح عن النفس والتخفيف من الأعباء المعيشية.
ثانيًا، بعض المهرجانات مدعومة من قبل الدولة أو منظمات خاصة، مما يجعل تكاليف الحضور منخفضة أو مجانية، ما يسمح لعدد كبير من الناس بالمشاركة دون عبء مالي كبير. إضافة إلى ذلك، المهرجانات غالبًا ما توفر فرصًا اقتصادية مؤقتة للبائعين والعمال، مما يساعد في تعزيز الاقتصاد المحلي ولو بشكل محدود.
ثالثًا، الثقافة والتقاليد تلعب دورًا كبيرًا. المهرجانات في المغرب ليست فقط مناسبات للترفيه، بل هي جزء من الهوية الثقافية والاجتماعية، ما يجعل الناس يشعرون بالحاجة للمشاركة فيها رغم الظروف الاقتصادية.
باختصار، يمكن القول أن التناقض بين غلاء المعيشة والمشاركة في المهرجانات يعكس رغبة الناس في الحفاظ على مظاهر الحياة الطبيعية والاستمتاع ببعض اللحظات السعيدة وسط التحديات اليومية.
