فيض الذات : مجموعة خواطر

 

الكتاب:

فيض الذات

مجموعة خواطر

تأليف:

عبد اللطيف بوهلال

 

Dépôt Légal : 2020MO4239
ISBN :    978-9920-698-85-6

جميع الحقوق محفوظة

 

 

 

 

 

 

فكيف تكف الروح عن الروح والروح في الروح تقيم

 

وكيف يكف القلب عن القلب والقلب في القلب مغروس.

 

 

 

بيت شعري..

 

 

 

 

 

اهداء

 

 

إلى كل روح ترقد في سلام ، ترقد مرتاحة،، بسطت يدها للخير ، لم تجرح أحدا ولم تلحق الضرر بأحد.

إلى كل من يمد يد العون للناس ، بلا مقابل ،، بلا من،، يبغي البر والإحسان.

إلى روح صافية تشتاق لها الذات ،،، تتمنى الالتقاء بها،،،الارتقاء معها،،، روح والدي الطاهرة.

إلى كل من أهداني النصيحة،،،الخير،،،الفضل،،،،الثقة،، وأشياء أخرى ثقيلة في الميزان.

إلى ريم…

إلى دينا…

إليكم جميـــــــــعا…

 

 

.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

فيض الذات

 

مجموعة خواطر

 

 

فوضى الفكر

 

لا أريد أن أكون فوضويا في أفكاري ، جئتك لأرتبها أيها البحر، استضفني بين أمواجك المريحة وتأمل ما يموج بداخلي من أفكار عشوائية، نظفها لتكون مفيدة ،ورتبها لتكون كما يجب أن تكون .

أيها البحر قل لها أن البكاء ليس دواء للجروح وأن العويل ليس رثاء، كن منصفا وأزل هذا الغم عنها ، اسحب الغطاء، تقدم وتكلم معها فصوتك اليوم مسموع استمر بالتقدم نحوها واجلبها إلى داخلك ها أنا أغمض عيني وسألقي بسمعي إلى أعمق قطرة داخلك، سأسترق كل حديثك معها عني وسأتحدى الموج المسلط لمنعي عن ذلك حتى أعرف الحقيقة….لكن أي حقيقة وكل شيء جلي وظاهر، اسحبني بدلا عنها…اسحبني حيت لا رجعة.

 

سيجارة الحياة

 

الحياة سيجارة ودخان، هذا وصفي لها بخلاصة العبارة، سيجارة مسمومة وكل فرد في هذه الحياة الظالمة شخص مدمن يرتشف من آهاتها وآلامها المسلطة قهرا وجبرا عليه، ينتشي من مشاكلها، وكل ممتنع عنها محذوف للأبد…لا وجود له، لا قيمة له لا يمثل عددا في رياضياتها غير المنطقية انه معادلة بلا حل في هذه الحياة.

نشوة هذه السيجارة نهايتها التي تختلف باختلاف توجهات المدمن فتارة تذيقه الفرح وتارة وبشكل جائر تذيقه المر والحزن وغالبا الموت دون تمكنه من طرح أعقاب هذه السيجارة.

ففضلا أيتها الظالمة هل أجد لديك سيجارة تبغها السعادة لاغير.

 

الهزيمة نجاح

 

إن مغادرة أرض المعركة خير من مجابهة الضعفاء والسكوت في مناقشة البلداء حكمة وانتصار للعقل،هذه فلسفتي بعد أن تألمت من حر الطعن من طرفكم وما زلت أمضي سيرا للأمام وكعادتكم لا تظنوا أني انكسرت.

إليكم أقول أني أهزم بنجاح وأتفوق في ذلك وأموت ألف مرة بجوركم ثم أعود أحيى قويا كما كنت وأكثر وها أنا ما زلت أمضي وسهامكم الغادرة تنخر قلبي الذي يتصفد دمعا على هزيمة كللت بالانتصار لأجلكم بعد أن غادرت المعركة حتى لا أخسركم.

 

أنقد سمكة من الغرق

 

إن حبك للمرأة نجاة لها من الغرق وسط الرذيلة،وسط ذاتها وحتى وسط المجتمع، وان كل لحظات تفكيرها فيك انقاد من مستنقع الفراغ الذي يحوم حول جوهرة شبابها، فالرابطة النقية التي تجمع كل أنثى وذكر أمل تنعقد عليه آلاف الأحلام الشقية التي تترك المرأة تركض بطيش في بساتين أحلامها ، تتركها تبدع دون فكر وتتفنن، تتركها تنشر العبق داخل المجتمع ويا للويل إن كان مجتمعا فاسدا.

فتصرف بأخلاق الرجال ولا تعد وتواعد إلا عن يقين فكم من بنيان خار بسبب الكذب والخذلان وكم من انتحار كان وسيكون.

فاعلم إن كنت تنتمي إلى معشر الرجال أن المرأة أصل طيب لا يقبل إلا طيبا فكن الطيبة ذاتها واجعلنا نسمع من لسانهن: * وما أنا إلا سمكة أنقذني ذاك الطيب من الغرق * .

 

الليل

 

تغازلني نجوم الليل وتحاول التحدث معي وأنا الكتوم المنطوي أخجل عن الإفصاح ووصف عشقي للنجوم فأتمسك بخيوط الليل السرمدي وأقول دعني فظلمتك الدامسة لن تصنع شمس الصباح ، اتركني أحب أشياء أخرى لا توجد  في الظلام،،،أشياء أريدها واضحة يعرفها الكل أريد ها شفافة يراها الكل.

فأنا لن أنخدع لنور القمر ولا ببريق النجوم، حتما سأترك قلبي يختار : العتمة أم النور.  

 

الحياة والمسرح

 

في الحياة ستلتقي وجوها محترفة تتساقط أقنعتها باختلاف المشاهد أصحابها يتقنون الدور جيدا ويضمرون الواقع بالنفاق، إنهم أولئك الأشخاص الذين تهديهم مكنونات صدرك وتسلمهم مفتاح قلبك، إنهم في كل المشاهد يبرعون في الأداء وكل خطواتهم على الركح مضبوطة ولا تثير الشك، خطوات متقنة تستدعي منك أن تكون وتبقى الوفي طيلة فصول المسرحية دون أن تبحث عن دورهم الحقيقي،،أنت البطل في نظرك لكن هم المسرحية ذاتها، أنت حقا لا شيء.

سيسدل الستار يوما وستعلم كم كنت غبيا لتجسيدك لأدوار بعفوية سمحاء وستعلم أيضا أن مسرح الحياة يفرض أن يكون الشخص ممثلا منافقا في الحياة،،ستعتزل وستبادر نفسك الطيبة امتهان الرسم ،، امتهان النحت ،،امتهان التمريض لتداوي نفسك المتألمة جروحها نفسها بنفسها دون تسليم المفتاح والمكنون من جديد.

 

أيها….

 

…أيها الجندي العائد من الغزو هل فكرا أن تصنع من الخراطيش ورودا ننعي بها الأرامل والأيتام.

أيها المسجون ظلما هل سمح لك سجانك بأن تسرح بخيالك وتعيش إحساس الأمل باعتناق الحرية.

أيها المغترب هل لا زلت تتذكر رائحة القهوة التي احتسينا مرارة البطالة معها قبل هجرتك.

وياأأأأأيها العليل أسألك هل تشتري حقا عافيتك من المصحات الخاصة أم هي هدية من الوطن في كل مشفى عام.

أيها النائم وسط وحل الجهل لا تستيقظ فلم يأتي دورك بعد أعد ضبط المنبه واضبط معه تطرفك، ارقد فما فاز إلا الرقاد.

وأيها الراقدون بأرواحهم فوق التراب…التراب لم يلطخ أرواحكم فعيشوا معنا بالروح فقط،،،لا تفارقونا.

آآآه أيها القاضي،،،الشريف،،، هههه،،،أنا مظلوم قد تسمعها عشرات المرات في اليوم لكن لن تستشعرها ولو مرة واحدة في حياتك.

  ويا أيتها الأم المدرسة طلاء جدران الأقسام لا يليق ،،، اللائق مضمون ما في الكراريس.

أيها السوط كفاك جلدا للمقهورين ،اجلد الطغاة إن استطعت..

أيها الخالق،أيها الخالق، أيها الخالق حبست أنفاسي في كل هذه السطور وأهديت روحي لك قربانا فتقبلها نفسا راضية مرضية.

 

الانتظار

 

قد يكون من إحدى وجهات نظري أن الانتظار هو أطول مدة يقضيها الإنسان في زمكان محدد ومعلوم لأنه مرتبط بالأساس بالفكر، فالفكر هو من ينتظر خلاله ويفرض عليه استحضار الماضي ليسمى فلسفيا بالانتظار  ،،ذاك الماضي البعيد ويجعله يخوض في أتفه الأمور والأسباب في معركة شد بينه وبين الحاضر ترجعك بالقوة وبالضعف كذلك لتطل بإطلالة ساخطة على ساعتك اليدوية أو على هاتفك المكسور الزجاجة والنافذ رصيده وشحنه فيزداد السخط سخطين.

تولي الأعقاب عائدا إلى ماضيك  فمهما كان انه جزء من حياتك فيها ما هو رائع تركز عليه ،،ماضيك البعيد الذي به تحدت نفسك اللوامة وتتحرك شفتيك التي مالت لأجلها كل العيون التي تتتبعك دون حياء وهي تنطق بلا شعور وبصوت صامت …كان علي حينها أن أنتظر أن لا أتعجل في مصارحتها بشغفي لها ، كان علي أن لا أندهش حين باغتتني بقول أحبك التي نزلت علي صفعة قوية ، مستقبلا سأنتظر أن تحاك نفس الأسطوانة وسأنتظر ذلك مهما طال فكلي شوق ولهفة لحصول ذلك،،،،

صوت خفي من بعيد يهمس بقوة ويقول أنت لا تستطيع الانتظار، دورك قريب ربما قريب، قريب، قريب لكنه بعيد.

أقول وألخص القول أن الانتظار حقا لا يطاق.

 

عشقا…..أموت.

 

أنت شريعتي.

عقيدتي..

ومعبدي..

ديانتي ، ومذهبي..

أنت طريقتي ، وطريقي..

أنا لن أقول أحبك..

هي كلاسيكية.

قديمة في النطق..

لم تعد تفهم..تنطق..تحس.

زوريني في محراب العشق..

وسأهمس في أذنيك بما فاض به الفؤاد..

استمعي إلى ترانيمي..

غوصي بداخلي..تربعي داخلي..ابقي بداخلي.

لا تتسلطي..

عيشي إحساسي..وسيصلك.

أعرفه..

لا تلفي مشنقة الحب حول قلبي..

فلا شهادة ولا شهداء في الهوى

كل شيء كذب..بهتان وباطل.

اسكبي لي من خمرة الهيام..

واتركيني أموت باكيا.

اتركيني أحيى باكيا

اتركيني  جاثيا..

اتركيني أموت وأحيى على فراق حبيبي غدرني.

اتركيني أحفر قبورا لكل العشاق.

فإنني شنقا أموت وإذلالا أموت..

واختناقا أموتا..

حرقا أموتا …

و….

عشقا….أموت.

 

الكتابة والعزوف

 

 العزوف عن الكتابة يعزى بالضرورة إلى اندثار الأفكار والكلمات والتفرد بمواضيع قد تهاب إفشاءها، هو مخالطة بين البوح بما يخالج الفكر وبين ما تريد إخراجه بشكل أبكم.

شخصيا توقفت عن الكتابة سنين طويلة وكنت خلالها لا أدون كتاباتي كنت أطلقها سهما بشفتي وهمسا لا نطقا، كانت وحدها السماء من تقرأ  كتاباتي.

كان قلمي بلا مداد يكتب كل ما لا أمليه عليه لأنه كان صادق الإحساس والتعبير عكسي أنا، خلال توقفي هذا كتبت آلاف المرات وكلها كانت وقودا لنار الأيام ليس إلا ، كانت تأكلها النار وتتحول كل السطور إلى عبارات من دخان لا يفهمها القدر فيهديها قربانا للسماء المتفردة بعشق القراءة وسرد أسراري للنجوم.

وها أنا سأظل وفيا أكتب بلا حبر،،،هذا ما قررت الآن.

وسأكتب ،،وأكتب علنا على الماء بأقلام من نيران..

سأكتب على الضوء…على أطيافه كاملة بأقلام من ظلام، حتى لا تقرأ السماء ما لا أكتب أصلا.

 

 

ليس نهاية.

 

اليوم،،،ولا أريد البوح ،ذكرى جميلة..حزينة في الأصل، سجن وحرية ، موت وحياة،فراق والتقاء،  الكل في كوب واحد كوكتيل من الأحداث، كل هذه الأشياء تذوقتها في آن واحد.

إن جمال الأشياء لا ينكسر لحدث كنت تتوقعه يوما ، فمسيرك في دروب الظلام مغامرة محفوفة بالألغام ، واعتلاءك القمة أصاب البعض بالدوران.

إن الحزن على الأشياء إنكار للقدر ومقياس يقاس به الفرح وقت الفرج.

إن السجن مقبرة الأحياء وبيت الهموم والأحزان ومصفاة للرجال.

إن الحرية عملة الأحرار وان استعبدوا وأوكسجين للفكر والذات.

إن الفراق عذاب الأرواح وشلل الأعضاء وقتامة وسط كل الألوان.

إن اللقاء جنة الصابرين وخلود في الأزل انه الإخلاص الوحيد الذي تفي به الحياة بل سكرة تذوب بين القلوب.

هذا يومي ويوم جمع بين السجن والحرية، بين البعد والفراق..والالتقاء، بين الموت والحياة ، هذا يومي وأحتفل به لوحدي في صمت وألم وفرح في ضجة ، أحتفل به سنويا ومتى ما شئت فهو بداية تقويمي ، بداية مسيرتي ، بدايتي حيت لا زلت لا أقف ، بداية وتوقف وليس نهاية هذا هو المهم في يومي هذا.

 

 

شريعة النوم

 

النوم ملعقة عسل حلوة وسلطان لا يرفض له طلب ومرتع تلتقي فيه مع من تحب وتكره انه جغرافية زمكانية، تمتد بك حتى عوالم الأموات، وحيز لا يحكمه العقل، تتحرر فيه من كل القيود والأصفاد.

النوم رابطة خفية بين الجسد والروح والفكر الذي لا يغيب ، قد يحقق فيه الشخص ولو بشكل باهت ما يعجز عنه في الواقع.

النوم مملكة شريعتها الأحلام وساكنتها من لا يغمض له جفن..من لا ينام من شدة الألم..من هول الوجع..ومن كثرة الإفراط.

النوم هو عالمنا الثاني الذي نزوره مجبرين وحياتنا المزدوجة التي لا تخبرنا من نحن ومن نكون.

 

 أصل الظلام نور

 

نعم،،إني أتذكر ذلك جيدا، فلقد كان يوما أمواج ريحه قارسة فيه خرجت من الدنيا ملفوظا وجفني مدمع،شكوت حالي فيه لليل عساه للهم فارجا فسرق الأماني على سهوة مني وأنا أتأمل نجومه الساحرة.

آه كم شكوت حالي لظلامه فوجدته مهموما مغبونا،خاطبته ما بك أيها الظلام وأنت السيد في مملكة الليل، رد قائلا وجفنه هو الآخر مدمع: سئمت شكواكم يا بشر وحان دوري الآن.

أردف وصدى صوته يتكرر كأجراس الكنائس: أنا لست بظلام أنا ضوء ووميض خلقا في الجنة، انا النور والشعاع، أنا البريق…لكنه قضائي، كنت أعيش حياتي وأضيء طريق السالكين، كنت خيرا لا ينقطع ، ومنذ خلقتم يا معشر الإنس وضوئي يضعف وينقشع بزلاتكم ، بحروبكم، بطغيانكم ، بشرككم وجوركم على الضعيف، باستبدادكم، بقتلكم الأبرياء، باستسلامكم للشهوات،بتسليمكم السلطة للشيطان….هكذا إلى حين أصبحت ظلاما حالكا، هكذا فقدت نوري كرما لكم ، فقدته شفقة عليكم.

ففضلا أيها البشر أشعلوا كل المصابيح بداخلكم لأنقشع وأذوب خجلا منكم وسط هذا الفضاء لأعود الى أصلي..الى عالمي.

 

الخلق الكريم

 

إننا نحن من نصنع الأخلاق ونحن من نخلق الأحداث التي أعتبرها معيار كل خلق.

فالحدث كيفما كان هو الوحيد القادر على إبراز الطينة والأصل ولا يعطي الجاه والنسب قيمة.

الخلق الكريم ميزان تقاس به الشخصية ومعيار ترفع به الدرجات وحتى القيمة.

هو أيضا مفتاح تلج به قلوب الناس وسلم ترتقي به إلى أعلى الدرجات.

 

 عذراء الحب.

 

أيتها العذراء في الحب..

سلام إليك من الأعماق..

حاولي مني الاقتراب…لا وجل مني.

خدي بيدي وسلمي جسدك لي..

لأنه ملكي..

اتركيني أقبل كل أركانه…

لأمحي كل كلمات السحر المنقوشة عليه..

ودعيني أصلي في محرابك..

سأرتل أسرارك.

سأسحرك..

أنت فاتنة ولن انزاح حتى ترقصي معي ،،،في الأعالي كما المنحدرات..

أقول لك،،ما خطب تلك النظرات،،سرها،، تلك الضحكة…

موسيقى بيتهوفينية..

ذاك القوام المتناسق،، تلك البسمة…

خليج….

وتلك الوجنتين …

ورديتين…

وذاك الشعر الحريري المنساب …

يسافر بي إلى كل …

الأقطار…

إلى كل الخلجان…

تلك الروح الطيبة…

وتصرفك العفوي…أحبه.

تلك الأمواج الصاقعة بين أحضانك…

ستغرقني…

وتلك الورود المنثورة على باب قلبك..

تلك التيجان…

ذاك العبق ،،،السوسن والأرجوان…

أيتها الطفلة العذراء في الحب…

افتحي عينيك..

 اسمعيني…

فقريبا…

قريبا…سأنطق بما تريدين…

أيتها العذراء في الحب.

 

العبادة والعباد

 

بعيدا عن الدين والشرائع ومفهوم العبادة الكلاسيكي لا بد من شيء نغذي به الروح، شيء موقوت ومحدد أي مربوط بالزمان والمكان.

هذا ما يسمى عبادة وكتعريف لها يمكن اعتبارها شحنة لا تتبين أايجابية أم سلبية هي، إلا حين ممارستها، وهي تلك العادة التي تتركنا نسعى وراء الانضباط بإتمامها وهو ما يسمى بالشيء الموقوت.

تفترق الكلمة بحسب نوع العبادة وبحسب نوع العباد، وعبادتي…كتابتي عنكم.

 

النسيان.

 

النسيان هو تلك العاهة السوداء التي تحول إلى عدم تذكرنا الأشياء والأحداث داخل حيز معين،،هو خطأ في البرمجة الفكرية للعقل.

النسيان هو الظاهرة الوحيدة التي تتغلب على العقل،غالبا تتغلب عليه.

حبيبتي إليك أقول:

دعي النسيان يحكم بيننا، وتجاوزي عن هفواتي، اقبلي اعتذاري ما دمت أتذكره فاني أخشى النسيان، وأخاف الموت ونحن في الخصام ،أخافه أن ينسيني فيك وفيهم.

حبيبتي إليك أقول:

سأرحل يوما وسينساني الزمن ،سينساني كل من أحبني إلا الكارهون، حبيبتي انه لا جدوى من قبلة اعتذار على جبين ميت غادر الحياة،ميت لم ينساك ولن ينساك حتى بعد الممات.

 

 أيها الحاقدون.

 

أيها الحاقدون لا تزرعوا الألغام في بساتين الأحلام….

دعونا نعيش في أمان…

اتركونا…..

سعداء…في البؤس.

كفانا حروبا وآلاما..تصالحوا معنا…

امنحونا الحياة…فلن نشتري منكم الموت…

أيها الحاقدون..

نحن عزل …من السلاح.

عزل …إلا من الشرف…

وجوعى بلا أكل.

مرضى بلا دواء…

نريد فقط السلام…

نحارب لنعيش….مطالبنا بسيطة

قمح….خبز …زيت وزيتون.

لا نريد ما تريدون.

 

 

قشور الليمون.

 

على السرير يبدع كلا الجنسين، وكلاهما يرسم بفرشاته أبهى الصور على لوحة الجسد العطشان، كل ألوان الإحساس تكون حاضرة…إلا لونا واحدا.

الإيقاعات اعتباطيا تكون بطيئة في غياب الروح الشاردة ، وفي غياب أي تناسق بين هذه الأخيرة كشرط وبين الجسد الثائر جنسيا كأساس يضمر ويختفي التناغم الروحي –الجسدي أساس وركيزة ما يقع من أحداث فوق السرير.

تشتهي طبقك المفضل من…وطهوه يفرض أن تكون فنان طبخ ،فقبل تناوله أنصحك أن تكون حريصا أن تتذوق كل جوانبه كذلك الأمر فوق نفس الرقعة التي وصفتها.

لا تنسى أن بعضهن قد يبادرك فتصاب بالذهول لكنه الواقع المريب الذي لا يتحقق مع معظمهن،،،قد تشاهد إحداهن من نافذتك وهي تغير ملابسها وقد ترقب بلذة أحسن مفاتنها،،تشتهيها طبعا طالما صعبة المنال حاليا،،حاليا فقط أقول،،، تنزع ملابسها ببطء تتحدى به زمن الشهوة المديد، وكأنها تقرأ أفكارك من بعيد ودون أن تعلم تزيد من شهوتك عند كل نزع،،،،هههه،،،أقول لك إنها كفاكهة الليمون كلما نزعت قشرتها كلما تلذذت بتذوقها،،،مجرد رأي.

 

صبر جميل،هجر جميل وصفح جميل.

 

الإنسان الجميل هو كل من يربط دائما الأشياء بالجمال،حتى الأشياء القبيحة، فالجمال قبل أن يكون صفة تصور الرونق فهو طبع أولا ، يولد في القلب .

الصبور جميل حينما يتحمل المشاق، حين يتحمل طباع غيره السيئة التي تؤذيه، ويزداد جمالا حينما ينسحب في صمت، حينما يهجر ويغادر عالم الآخرين بهدوء، حينما لا يريد إحداث أي إزعاج لدرجة عدم الإحساس بقيامه بهذه الرحلة المضنية شعوريا، رحلة الفصل بين العلاقات ، وقمة الجمال الصفح ذلك عندما تمنح الآخر فرصة ثانية، فرصة قد تكون ربما الأولى أو الأخيرة لا فرق كلاهما سيان، المهم الجمال فالجمال،،أتحدث عن كيف تكون جميلا مثلنا.

 

السلاح.

 

إن لكل شخص منا سلاح يختلف باختلاف الجنس والحالة، فسلاح الرجل جيبه، سلاح المرأة دموعها وسلاح الفتاة شرفها .

كلها أسلحة تراها تشهر علنا في الدفاع وأصبحت روتينية في كل قضية وموضوع .

سؤالي في هذا الصدد : هل يمكن العيش داخل مجتمع فاسد دون سلاح ؟ حتى لو كان رصاصا.

 

آية الحب.

 

إلى كل مهزوم في الحب ،،،أقول لك لقد أفرطت في الحب لم تتقيد بقوانين الآلهة ايروس لم تقدم الطاعة والقرابين كفاية.

اختيارك كان رغبة ساذجة أهديت قلبك لامرأة لا تعشق الرجال ولا تؤمن حتى بآلهتك، امرأة بدون إحساس، توددت واقتربت ،كتبت ملايين الدواوين الشعرية دون جدوى،آه  لو أنها قرأت بيتا واحدا من أشعارك لسجدت باكية لايروس الآلهة المجيدة، تطلب منها العفو وتتوسل الصفح عن كل الخطايا.

كتاب الحب أيها المهزوم فيه كان كل يوم عيد حب يقرأ ويرتل في صمت رهيب ويكرر لأجل أمثالك الآية اللعينة:

 ” العائدون من هزيمة الحب أشد بؤسا وألما من العائدين من هزيمة الحرب.”

 

المعبد.

 

أنا معبدي أنت،،،

مرسمي،،،ركحي،،،،

دواويني.

فضائي…سمائي.

أنت لغتي….لساني الأخرس.

أنا معبدي أنت…

عذابي….

فرحي ، حزني ، غيابي وحضوري…

أنا لا أختار العبارات ….هي….تغويني.

تبيع نفسها مجانا…

حروفا….حروفا …

أغترف منها ما أبغي…

أنا معبدي أنت…

 تسبيحي…صلاتي…

أنت صومي…في الحب

نسكي في الحب.

تخومي …

حيث قوتي …

حيث ضعفي…

أنت الزمن البعيد..

القريب…

أنا معبدي أنت…

أنا معبدي أنت…

أنا معبدي أنت…

 

مكان قبري.

 

إني أخشى الموت كما أخشى الحياة، أخشى أن تموت روحي ويبقى فكري متمردا دون روح تكبح جنونه المفرط.

فكري مسموم وقد يصيب دائرتي بالجنون، أريده أن يكون كفكركم حتى لا أختلف معكم ، لكن حقيقة سأختلف معكم أحيانا في المبدأ وهذا لن يفسد يوما ما يجمعني بكم بل بالعكس ستجدونني واقفا معكم حيث لا يوجد منطق وحيث جاذبية المواقف التي ستجرني نحوكم لأكون بجانبكم صنديدا ، مدافعا عنكم.

أخشى الموت لأنه سيبعدني عنكم وأخاف عليكم من بعدي، أخاف عليكم من المستقبل ومن المجهول.

أخشى الحياة لأني لن أستطيع في بعض الأحايين أن أكون عند حسن ظنكم.

الحياة، الموت، المنطق والجاذبية…لماذا..؟ حتى وجدت نفسي أخطها دون أدنى إدراك، وجدت أن بين هذه الرباعية قبري…فزوروني بعد موتي كما كنت أزوركم في قبوركم.

 

المرض.

 

المرض هو تلك الشرفة التي نطل منها على أرض الموت القاحلة، وهو ذاك الحاجز الذي يمنع الذهن والجسد معا من التناسق والتنسيق أيضا.

المرض من جهة أن تعيش علة النفاق، الكذب والغش، أن تضمر إحساسك الأصلي تجاه من تحب، هو أن تعيش كاذبا على ذاتك، ناقدا ومتتبعا عورات الناس، أن تسعى جاهدا ودائما لصيد هفوات من حولك أن تشهر بهم عند اقترافهم الزلات ، مهما كانت ،آخذا في اعتبارك أنها زلات لا مغفرة لها وعلى انك الوحيد في هذا العالم المثالي والمعصوم من الوقوع في شراك الخطأ والمعصية.

المرض هو آن تعطي لشخصك المثالية التي لا تتوفر فيك ولا في أي أحد مهما على شأنه وارتقت مكانته ومنصبه.

فاللهم اشفي كل نفس مريضة، كل نفس خبيثة،،،وأصلح حالها وشأنها يا الله.

 

اعتذار.

 

سوف اعتذر لنفسي فقط، لأني أحرجتها أكثر من مرة ولم أوفيها قدرها، هي تستحق قبلة كبيرة وعناقا حارا لأني أجبرتها على خوض الكثير من الحروب التي كانت في غنى عنها ، مسحت بها التراب وبقيت وفية لي ، لم تغادرني ولم تشكني لأحد.

سوف اعتذر لنفسي فقط ، لأنها الوحيدة من تستحق أن أقدم لها خالص اعتذاري،،،،فلا تنتظروا مني تقديم أي اعتذار.

 

بداخلي لغة.

 

ما هذه الرتابة وما هذه العشوائية المنتظمة في الظاهر، إنها صورة طبق العكس وأصل طبق أللأصل، إنها فلسفة روحية قبل أن تكون خواطر كتابية تتجشأها الذات وتفيض بها فيلقمها القلم ويترجمها حروفا وكلمات.

بداخلي رموز مبهمة ولغة لا وجود لها لا يفهمها إلا من صاحبني بصدق، ولا يؤمن بها إلا من أحبني حتى العشق، لهذا أراهن أنك لن تفك الرمز ولن تحل الشفرة،،،لن تقرأ الحرف.

هذه لغتي تحس فقط.

 ولن أروقك لأنك كاذب دجال في الصدق.

 

حفار القبور.

 

إن قلبي الآن أصبح مقبرة أدفن فيها بعضا من الأحياء الذين أساءوا لإحساسي وكرامتي….إنني أنا حفار القبور أناديكم وأقول أنه لا زالت هناك قبور شاغرة لمن يريد أن أدفنه،،،أكيد حتى مصاريف التشييع على نفقتي.

 

دروب الحب.

  

أيتها الملاك الطاهر….لا لست أنت،،،أقول لك في صمت مؤلم أني أحاول الاقتراب لكن كلما أحسست أني قطعت شوطا مهما تبتعدين….فقررت بدوري الابتعاد فلربما نلتقي يوما في دروب الحب التي افترقنا بالأمس فيها .

 

هيهات

  

أنا لن أموت منتحرا، ولن أعيش منتحرا، لن أكتب بقلم أخرس وبمداد جف دمه، سأقتلع بذور المحبة التي زرعتها يوما ولم تثمر ، وسأرجع في كل المسافات التي قطعتها للوصول إليك ، اعتقدت أنك كالعلم تطلب ولو بالصين، وحسبتك كالشمس لا يفرق ضوءها بين أحد لكن هيهات، هيهات.

لست غرا.

 

 أنا لن أسافر سارحا بأفكاري بين ثنايا الزمن،ولن أسرح بكياني بعيدا سأعيش كل لحظة قاسية أم غير ذلك لست ضعيفا لأعيش بالتمني ولست غرا لأنساق وراء الأماني.

الكتاب المفتوح.

 

أنا كتاب مفتوح لا يهمني من سيبدأ قراءتي لأن كل أوراقي بيضاء، مكتوبة بلغة خرساء إن ما يهمني هو أن تمنحيني حيزا  من وقتك، لأنك بذلك تنزعين قطعة من حياتك وتهدينها لي.

هذه هي اللغة التي ستنطق، فاقرئي ما تيسر مني.

 

قــرار.

 

إن فراقي معك لم يكن قدرا بل كان قرارا ، ولأني كنت مقتنعا به لإيماني وقناعتي التامين بأن الانسحاب من أي أرض معركة خير من مجابهة الضعفاء.

إن يقيني الخالص لكلمة الحب الطاهر هو ما شجعني على تمزيق ورقتك من كتاب حياتي وغيرت عنوانه من:  أجمل قصائد الحب إلى : كلكم خائنات…ماكرات…مخادعات.

 

متحف الحياة.

 

 أنت من تتحكم في حياتك فقد تجعلها ركنا شديد الظلمة أحيانا كما قد تجعلها مزبلة يرمي فيها من حولك نفاياتهم اللفظية والمعاملاتية أحيانا أخرى.

بإمكانك رسم حياتك ولو بالتظاهر بشكل لائق على الأقل ، وهذا سيجلب لك شيئا من السعادة شيئا منها وليس كلها، عندما سيجتمع حولك بعض من أولئك الذين يعشقون نقذ اللوحات المعلقة داخل المتاحف، التي أجزم أنهم لم يزوروها قط.

 

لا أريد أن أكون.

 

لا أريد أن أكون شيئا عابرا في حياتك بلا قيمة….

لا أريد أن أكون سرابا وسحابا وحلما، أريد أن أكون روحا تدب في كل جسمك.

 لا أريد أن أكون قطعة من حياتك أريد أن أكون كل حياتك.

ولأني لن ابخل عنك في شيء، أريد أن أكون ذاك الشخص الذي تلجئين له في كل لحظات سرورك وغضبك.

لا أريد أن أكون ذكرى سجينة تزورينها غبا بل أريد أن أكون حياة وواقعا معاشا.

لا أريد أن أكون كتابا موضوعا أعلى الرف تشاهدينه كلما نظرت الى التلفاز،بل أريد أن تفهمي كلماته بتدبر.

أريد أن أكون أنا أنت ، وأنت أنا.                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                 

 

الأمية.

 

كلنا ودون استثناء نجعل كلمة الأمية قاصرة في اشرح وتقتصر فقط على التعليم، ونسينا أننا كلنا أميون في الحب نجهل قواعده، فنونه و أسراره لأننا أخدنا الحب مأخذ لذة وشهوة بمعناهما الشاسع لغة وتعريفا.

نحن أيضا أميون في الأخلاق نجهل قواعدها، فنونها وأسرارها لأننا أخدنا الأخلاق على أنها تأخر ورجعية وضعف ، داخل مجتمع لا يؤمن إلا بالقوة والتحايل في كل التعاملات ، مجتمع يميل أن يسود فيه قانون الغاب.

نحن أميون حتى في طرائق عيشنا لأننا استسلمنا للحياة التي تعبنا من طرق بابها دون جدوى.

نحن أميون لأننا فاشلون..

نحن أميون لأننا كذلك ووفق ذلك..

نحن أميون.

 

الجمال الخفي.

 

الجمال الخفي هو تلك الجنة المدفونة داخل روح كل أنثى وهو جمال لا يتحسسه ولا يشعر به إلا ذكر يعشق بجنون هذه الأنثى من الداخل والخارج.

هو لؤلؤة لا يراها إلا من يقدر الأنثى ويرى نفسه ترابا تحت قدميها.

الجمال الخفي سر تحتفظ بك كل امرأة ولا تبوح به إلا بعد ارتباطها ارتباطا مقدسا وهو  منبع يأخذ الجمال نفسه جماله منها.

الجمال الخفي لا يوجد وعلى الإطلاق إلا عند بعض الإناث الفائقات الجمال وللأسف أنت لست واحدة منهن وما عن جمال إحداهن تحدثت يوما.

 

صاحب التاج يحتاج.

 

لست وحدك من تحلق بأفكارك خارج سرب الحياة ، هناك العديد من الأرواح المسكينة والمقهورة تم وأدها لها نفس حالتك وتعاني أشد منك، فكفاك نواحا ونحيبا، كفاك عتابا ولوما.

تجرعت الظلم وكان علقمي المذاق، لكن الظلم مفتاح،،، يوما ما سيفتح لك ما لم تكن تتوقعه أن يحصل معك حتى في الأحلام ، انه حتى من هجرك يوما سيطرق بابك غدا فالزمان يجعل صاحب التاج يحتاج ، فتذكر قولي هذا جيدا.

 

لن تجني من الشوك عنبا.

 

لا اعرف لماذا هناك أشخاص يعشقون العيش في عتمة الحزن، لماذا يرفضون منح ذواتهم الخروج من العتمة إلى النور.

إنهم أشخاص ضعاف الإيمان، لن، ولم ، يحاولوا العبث ولو حتى اللعب مع اليأس الذي يصنعونه بيدهم.

إنهم أشخاص غالبا ما يظنون أنهم سيجنون من الشوك عنبا، وأن بيأسهم هذا يعاقبون الآخرين. وأي عقاب هذا الذي سيجعل الشخص أسير عالمه ووحيد جلسته.

 

فيزياء الحب.

 

إن أي لحظة مهما كانت جميلة أم غير جميلة، لا بد لها من نهاية،هذه هي النقطة المشتركة بين اللحظتين،لكن هناك اختلاف أيضا، فكل جميل له نهاية سريعة وكل غير جميل نهايته طويلة في الزمن.

هذا هو مقدار الزمن الحقيقي الذي نلمسه في لحظات الحياة مهما كانت ظروفها وهذه قاعدة فيزيائية لم يستطع أحد إلى غاية يومنا هذا إدراكها ، شرحها ولا حتى استيعابها.

أنا لا أسعى لإثبات نظرية طالما هي حقيقة أؤمن بها وأجدها مجسدة في ما يلي:

“عندما تجالس امرأة جميلة تمر الساعة كأنها ثانية وعندما تضع يدك في فرن ساخن تمر الثانية كأنها ساعة”.

هنا نستنتج أن الساعة قد تتساوى مع الثانية لكن القيم غير ثابتة ومختلفة عدديا كما باختلاف اللحظة.

إنها فيزياء الحب بعيدا عن منطق القواعد ونظريات العلوم.

هنا يتساوى كل شيء الزمن ، العدد وحتى الكلمات فيصبح الصفر يساوي العدد مئة والساعة الواحدة تتساوى مع الرابعة وكلمة احبك تتساوى في المعنى مع كلمة أكرهك.

لهذا أنا لا أريد أن أحب…أن أعشق…لا أريد أن أفهم دروس الفيزياء هذه.

 

كرهنا العيش بجانبكم.

 

قد يصعب أحيانا على الشخص تحمل طباع شخص آخر متعجرف السلوك، شخص يخال نفسه مخترع الراديو….هو بغيض لا أقل ولا أكثر.

ماذا يعتقد نفسه..؟

من يكون…؟

انه فاق النرجسية وتعدى خطوطها الحمراء، شخص غير مبال بإحساس الغير ولا بما يحبه ويكرهه.

وأنت لربما توجه له نصيحة ، تراه قائما ثائرا في وجهك وكأنك في اعتقاده اللعين تصوب بندقية في وجهه العبوس.

حقيقة سئمنا هؤلاء وكرهنا العيش بجانبهم.

إنهم أفظع وأخنع الناس، أفكارهم وأرواحهم حتى خلفياتهم كلها حاويات أزبال.

إنهم ” ناس زبالة ” على حد وصف المصريين.

اللسان.

 

أنا لا اقصد باللسان اللغة، وإنما أقصد ما يحرره من كلام باعتباره الأداة الأولى لترجمة وإيصال الأفكار والأخبار.

تلك الأخبار التي تضر بالعلاقات وتدس فيها سم الأحقاد والضغائن، فكثيرة هي العلاقات التي تدمرت بسبب اللسان ونقله عن أو غير قصد ما يسيء ويهين الآخرين.

طبعا لا أتكلم عن كل الألسنة فهناك ألسنة بيضاء وإنما أميط اللثام عن كل شخص له لسان يدمر به العلاقات بإيصاله ما لا يرضي عن أخبار الناس وأسرارهم.

لدي صديقة قالت لي يوما أن أخطر أنواع النساء رجل يوصل أخبار الناس ، فبقيت من حينها في حيرة هل اللسان الخبيث خاص بالرجال أم بالنساء.

حللت الموضوع مليا ومليا ومليا،، وتوصلت أن أحسن شيء في هذا الموضوع إمساك اللسان وغلق الأفواه، ، بعد أن اقتنعت بأن حتى السمك باستطاعته تفادي المشاكل طالما فمه مغلق.

 

الدّيْن والدين.

 

كم يكون الكاهل مثقلا أثناء الدّيْن وكم يرتاح هذا الكاهل عند استيفاء أركان الدين.

بين الكلمتين فرق ولا فرق،،فالدّيْن عذاب والدين راحة، فدرهم واحدة تنقص ثقل الدّيْن وسجدة واحدة تثقل ميزان الدين ودمعة واحدة تتساوى بين  الدّيْن والدين عندما يشتد الحال عليك وأنت تترنح بين الكلمتين.

هكذا سنتهما التي لن تجد لها تبديلا وهكذا أمرهما الذي لن تجد له تحويلا، وهكذا لا يمكن الجمع بين هاتين المتشابهتين حرفيا الدّيْن دين، والدين دّيْن.

 

 الغباء.

 

الغباء ميزة متأصلة في الشخص قد لا يستطيع العيش من دونها فهي قوته ذاته اليومي وقوته في كل آن وحين.

هو فاصل بين الفكر والعقل، فالغبي أفكاره رغم ذلك صافية لا تشوبها شائبة، لكن عقله لا يدبر هذا الصفاء الفكري الخاضع لعدة عوامل خارجية وداخلية، فطرية ومكتسبة  ما ينتج عنه حدوث ما لا يرغب فيه الشخص الآخر المتلقي لأفكاره  والمتلقي لسلوكياته.

 

كان طلبك.

 

أنا لن أعود ، لن أولي الأعقاب، سأستمر في المسير، اتخذت القرار وحسمت في الموضوع، لم يعد يهمني إلى أين أنا ذاهب ، بعد أن أصبح همي أن لا أظل واقفا حيث أنت ، المهم أني أتحرك وأبتعد عنك.

هذا كان طلبك وها أنا أنفذه.

 

الروتين قاتل الأرواح.

 

بعيدا عن الحب…بعيدا عن العشق والهيام لن أقبل بأحد غيرك ولن أعيش حياة أحد غيري سأبقى على العهد وسأغير الروتين…قاتل الأرواح.

سأنام ليلا وفي قرارة نفسي شيء يقول بل ويوحي أن الغد لا محالة سيكون أفضل لكن دائما أستيقظ على نفس المشهد ها أندا من جديد أقابل نفس الأشخاص ألكئيبي المنظر والسيئ الطالع وها أنا أقصد نفس العمل الممل ..على كل حال كلها أشياء متشابهة ومثيرة للاشمئزاز..مقرفة..هل سأظل أقتني سجائري الرخيصة والبغيضة وهل سأجلس كل مرة وككل مرة في نفس المقهى أتنفس نفس الهواء المسموم، هل سأبقى على نفس التردد أترقب سماع أخبار سخيفة ومتكررة ، لا أريد مشاهدة نفس الأحداث والوقائع….

وهاهو يومي ينتهي وأنا فوق فراشي أغادر الحياة محاولا إقناع نفسي من جديد أن اليوم الموالي سيكون أفضل….وهكذا دواليك.

 

النظام.

 

هذا هو الموضوع..وأنا في ثكنة بن جرير العسكرية رغم أني لا أود إدراج حياتي العسكرية في أي كتابة إلا أن الموضوع أراه مفيدا ، كانت دائما تستوقفني بعض النقوشات الصباغية المكتوبة على الجدران كان أولها دون ذكر الباقي حفاظا على ما أسميه سرا لا مجاني – يعتبر النظام أساس قوة الجيش -.

كانت مكتوبة بشكل يثير الاهتمام وبألوان تدعوك لهجاء العبارة حرفا حرفا.

هذه العبارة أنا على يقين تام أنها لم تكتب عبثا بل كتبت نتاج ظروف خلت وطبعت تجارب كثيرة أسفرت عن أهمية النظام كباعث للقوة والسيطرة والمجد والحزم،،ظلت راسخة في أعماقي لإيماني الخالص أن أساس أي نجاح هو النظام.

لا يمكن البتة العيش بلا نظام و إلا فالحياة ستكون لا محالة شديدة الظلام.

أنا شخصيا فقدت الكثير من الأصدقاء بسبب النظام والمقصود بالنظام من جهة لا من أخرى، الانضباط، الالتزام، الاحترام، التقدير، التفاني والمراعاة للشيء والأشياء في المكان والزمان.

هذه فلسفة النظام لدي.. وأنت ؟

 

أنا موجود.

 

أنا موجود داخل كل قلب وداخل كل فكر.

أنا روح أدب داخل كل جسد.

أنا موجود بداخلك دون أن تشعرين.

أتملك جسدك الأنيق

أنا عبق أفوح من بعيد..ونسيم عليل.

أنا مصل أداوي جروح الأحبة..

أنا موجود بداخلك عندما يغيب المنطق..

عندما يصبح الخيال شبيها للواقع وعندما يستوي الليل والنهار.

أنا بداخلك في كل اللحظات …لا أبرح مكاني..

أنا دم أجري داخل شرايينك عندما يصبح الأبيض أسودا..

..عندما تبكي السماء ..

عندما تفرح الناس.

أنا موجود في كل السطور …أملك كل الكلمات.

أنا لغة.

  فكر..

أنا موجود في كل الطرق..

في كل المسالك.

أينما تضعين قدميك.

أنا عبد خادم وملك آمر.

أنا موجود رغم أني أموت ألاف المرات بين ثنايا أحضانك في الأحلام..

أنا أحيى آلاف المرات لأحضن صدرا أشتاق له وهو بعيد.

أنا موجود في البذور..

أنا موجود في الورود..

أنا موجود في الشجر

في الماء والنار..أنا موجود في كل الحدائق..في الطبيعة…ما وراء الطبيعة

أنا موجود….

 

للبيع مجانا.

 

انتهت أجمل قصة حب، كما تنتهي دائما سعادتي بالأشياء التي أتعلق بها ، هذه حياتي لمن أراد شراءها والسعر قابل للتفاوض يكفي الاتصال بالرقم غير الظاهر أسفل كلمة للبيع مجانا.

 

لا أخون الأخلاق.

 

أخدت من الحياة ما يكفيني وتزودت بأحقر ما فيها لمواجهة غبي مثلك بل لعين في نظري، ما ظننتك يوما بهذه النذالة، تجرعت سمك دون أن تعي وسقطت في بئر مكرك دون أن تشعر انك ستخلد في القاع.

ما استطعت ولا ولن أستطيع فعل ما فعلت، لأني لا أخون الأخلاق ولا أبصق على القيم وأترك الخلق للخالق، أترك الأيام حرة بلا قيود لتسير كما تشتهي ، لكنها تطوع رغباتنا كلما ابتعد من حولنا قوم خنع فالله اسأل لك الهداية ونار من غل شديد تشتعل بداخلي وحال لساني يقول:

حسبي الله ونعم الوكيل فيك وفيهم وفي كل من آذاني.

 

تسقيني منه حتى الارتواء.

 

وها أنا ذا جالس في حجرة الألم أداوي جروح الماضي بالتمني وأعاتب نفسا مذنبة، آآآآه لم أعد أقوى على معاتبة نفسي لكثرة قسوتي عليها وها أنا ذا رضخت لها جاثيا على ركبتي أتوسل المغفرة وأطلب منها أن تسقيني من ذكراها فتستجيب كرها ، لكنها تفيض بالدمع وتسقيني منه حتى الارتواء، وتهمس بصوتها الرخيم أنا أيضا مثلك أهون من بيت العنكبوت.

 

انتهى..

الكتابة وحدها هي التي تعطي الإنسان الواحد أكثر من حياة واحدة، لأنها تزيد هذه الحياة عمقا،وان كانت لا تطيلها بمقدار الحساب، فالكتابة وحدها هي من تعيش بعد موتك، أنت أيها الكاتب لن تكون ذكرى أبدا بعد رحيلك بل ستظل فكرة خالدة تعيش في حياة كل الشخوص.

 

عبد اللطيف بوهلال