جريدة أرض بلادي – شيماء الهوصي –
في زيارة رسمية تأتي وسط واحدة من أعقد الأزمات التي تعيشها المنطقة، حلّ وزير الخارجية الألماني، يوهان فاديفول، بكل من إسرائيل والأراضي الفلسطينية، حاملاً رسائل واضحة بشأن الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة، والتصاعد المقلق للعنف في الضفة الغربية.
في تل أبيب، شدد الوزير الألماني على ضرورة تمكين الأمم المتحدة من إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، حيث بلغ حجم الدمار مستويات غير مسبوقة، مع تدمير نحو 70% من المباني، وتفاقم الجوع بين السكان. وأكد فاديفول أن عدم توفر ضمانات أمنية من الجانب الإسرائيلي يعوق جهود الإغاثة، داعياً إلى ضرورة تغيير هذا الوضع العاجل، مشيراً إلى أن تعطيل عمل المنظمات الأممية يعمّق من حجم الكارثة.
وفي إطار الدعم الألماني، أطلقت برلين أولى عمليات إسقاط المساعدات جواً عبر الجيش الألماني، كما أعلنت تقديم دعم إضافي بقيمة 5 ملايين يورو لبرنامج الأغذية العالمي. وأكد الوزير أن الإغاثة الجوية تبقى حلاً مؤقتاً لا يمكن أن يُعوَّل عليه، مشدداً على ضرورة فتح ممر بري إنساني آمن لتوصيل الإمدادات بشكل كافٍ. كما أعلن عن استمرار تمويل بلاده لمستشفى ميداني تابع لمنظمة “مالتيزر”، يهدف إلى تقديم خدمات صحية أساسية لسكان غزة.
أما في الضفة الغربية، فقد وصف الوزير فاديفول اعتداءات المستوطنين اليهود المتطرفين ضد المدنيين الفلسطينيين بـ”الإرهاب”، مشيراً خلال زيارته لقرية الطيبة إلى وجوب التصدي لها ومحاسبة مرتكبيها من قبل السلطات الإسرائيلية، لضمان فرض سيادة القانون وحماية السكان المدنيين.
وخلال لقائه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، جدد وزير الخارجية الألماني تمسك بلاده بحل الدولتين كسبيل وحيد لتحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة، مؤكداً أن استمرار الاستيطان يُعد خرقاً صريحاً للقانون الدولي وعائقاً أساسياً أمام أي تسوية سياسية. وفي هذا الإطار، أوضح فاديفول أن ألمانيا تبذل جهوداً حثيثة لدفع نحو فرض عقوبات إضافية على المستوطنين المتورطين في أعمال عنف.
زيارة الوزير الألماني جاءت في توقيت حرج، حملت معها مواقف صارمة ورسائل سياسية واضحة، تعكس قلق المجتمع الدولي من تفاقم الوضع في الأراضي الفلسطينية، وتؤكد الحاجة الملحة إلى استعادة الأمل في مسار سياسي جاد ينهي معاناة المدنيين.