قيمة دكتوراه الطب بالمغرب في مهب الريح -الدكتور عبد العزيز حنون- 

جريدة أرض بلادي-هيئة التحرير-

حل مشكل الموارد البشرية الطبية وصل للباب المسدود و تم إقتراح إجراء قص سنة من التكوين الطبي وكانها هي الحل السحري وهي تشبه إلى حد كبير قص اصبع من اليد قد يكون الإبهام …

 

دائما تتقدمون في الوقت بدل الضائع بمقترحات عجيبة وتسوقون انها الحل.. اذكركم بحل سحري سابق تم الرهان عليه قبل شهور أين وصل ؟ عرفتموه بالطبع.. انه استيراد أطباء من الخارج وكانت روايتكم ان عائقكم هو القانون و تحجر أطباء المغرب ، هكذا حللتم الوضع وقتئد واكتشفتم السبب و اخترعتم الحل بسرعة .. ليس كمشاريع القوانين المثلجة في دهاليز التشريع، ففي رمشة عين تغير القانون المنظم لمهنة الطب وهجمتم إعلاميا على الاطباء و فتحتم الباب مشرعا .. لكن أين أنتم اليوم .. لم يأت أحد للمغرب.. لم يتزاحم على بابنا أحد.. هل طرحتم السؤال لماذا .. لأن العمل الطبي بالمغرب لا يتوفر على أدنى الشروط العلمية (البنية الاستشفائية) و يمارس بابخس مردود .. وبالتالي لا جاذبية هنالك ..

 

اليوم قلتم سنسرع التكوين و نمنع هجرة الاطباء للخارج.. طيب اعلنوها حدودا مسدودة في وجه الاطباء، هذا ما بقي لكم، اما الاصل فلا أحد يرغب في الاشتغال بنظام السخرة . مباشرة قالها الشباب لكم بشكل عملي عندما رفضوا منذ سنوات العمل معكم ، ورفضوا اليوم أيضا الدخول للتخصص كمتعاقدين مع الدولة .. الأمر أصبح واضحا وتصاعديا، وهو باختصار ان قناعات الشباب تغيرت جذريا بفعل ما شاهدوه فيمن سبقوهم من المهنيين و قرروا عن وعي ان لا عمل مع وزارة لا تعطي أية قيمة لمواردها في أرض الواقع .. لأنه “حتى مش ما كيهرب من دار العرس”

 

اما اليوم ومع هذا الاختراع الجديد فالأمور ستزداد تعقيدا لأنه بعدما كان ينتظر المنتظرون دكتوراه وطنية في الطب اصبحنا اليوم أمام تكوين مهني في الطب بدعوى تسريع التكوين و بالتالي سيتم تفريخ ما يشبه OFPPT في كليات كوكوط مينوت و مستشفيات خاوية على عروشها لا ترقى لمهام التكوين الطبي الرصين .. وبالتالي ستطلق رصاصة الرحمة على دكتوراه الطب بالمغرب المعترف بقيمتها على الصعيد الدولي ..