جريدة أرض بلادي – شيماء الهوصي –
يعاني سكان دوار أولاد بن عمر التابع لجماعة الدهامنة بمنطقة بوسكورة من وضع بيئي وخدمي متدهور ينذر بكارثة صحية وإنسانية، في ظل صمت مطبق من السلطات المحلية ورؤساء الجماعة المتعاقبين، الذين فشلوا في اتخاذ أي خطوة جادة لمعالجة هذه المشاكل المتفاقمة.
وفي تصريح قوي، سلط أحد المتحدثين من أبناء المنطقة الضوء على واقع مرير تعيشه الساكنة، خاصة قرب المسجد، الذي يُفترض أن يكون مركزاً للسكينة والطمأنينة، لكنه تحول إلى نقطة خطر حقيقي، بسبب وجود بئر كيميائي شديد الخطورة يقع مباشرة أمام المسجد، ما يشكل تهديداً مباشراً للمصلين وسكان المنطقة، خصوصاً في فترات الليل حيث تنعدم الإنارة وتغيب أبسط شروط السلامة.
ولا تتوقف المعاناة عند هذا الحد، فالمشهد العام أمام المسجد يشهد تراكم الأتربة والأوساخ، في غياب شبه تام لعمال النظافة أو أي برنامج من برامج الصيانة أو التطهير. الطريق المؤدية إلى المسجد أصبحت شبه معطلة، مليئة بالحفر والعراقيل، مما يصعّب وصول المصلين، خاصة كبار السن والنساء.
وإضافة إلى ذلك، تنتشر روائح كريهة ناتجة عن تراكم النفايات بجانب المسجد، دون أي تدخل من الجهات المعنية لتنظيف المكان أو إيجاد حل مستدام لمشكل القمامة. أما المسجد نفسه، فبحاجة ماسة إلى الترميم وإعادة الطلاء، غير أن غياب الدعم والاهتمام جعله في حالة متردية لا تليق ببيت من بيوت الله.
المتحدث لم يخفِ استياءه العميق من تجاهل الشكايات المتكررة التي وُجهت إلى المسؤولين المحليين، معتبراً أن هذا التجاهل يعكس استهتاراً واضحاً بمعاناة السكان وتهاوناً غير مقبول في تحمل المسؤولية.
وفي ختام تصريحاته، وجّه المتحدث نداءً عاجلاً إلى وزير الداخلية، وعامل إقليم النواصر، ورئيس الجماعة، مطالباً بتدخل فوري وجاد لمعالجة هذه الخروقات، وإصلاح الطريق المؤدية إلى المسجد، وتنظيف محيطه، وتوفير بيئة آمنة تليق بحرمة المكان وبكرامة المواطنين، مؤكداً أن “المسجد بيت الله، ويستحق كل العناية والاهتمام”.