“ليالي بلا نوم: شباب مغربي تائه بين الهموم وضبابية المستقبل

جريدة أرض بلادي – شيماء الهوصي –

في صمت الليل، حيث يُفترض أن تهدأ الأرواح وتستسلم الأجساد للنوم، يُعاني عدد متزايد من الشباب المغربي من أرقٍ متواصل، يُفسده التفكير العميق في واقعٍ مرير ومستقبلٍ غامض.

 

ففي ظل ظروف اجتماعية واقتصادية متأزمة، يجد الكثير من الشباب أنفسهم محاصرين بين البطالة، وانعدام فرص الشغل، وتأخر سن الزواج، ما يجعل النوم رفاهية بعيدة المنال.

 

أحلام بسيطة بحياة كريمة أصبحت اليوم مؤجلة إلى أجل غير معلوم، وأصوات داخلية لا تهدأ تسأل: إلى متى؟

 

تصريحات من قلب المعاناة:

“كنفكر بزاف فليل… كنحس براسي ضايع، لا خدمة، لا استقرار، وكلشي كيبان مسدود”، يقول كريم، شاب في عقده الثالث، وهو يصف لياليه التي يقضيها في التفكير بدل الراحة.

 

من جهته، يروي ياسين (25 سنة)، حائز على شهادة الإجازة في الاقتصاد: “هاد العام الثالث وأنا كنقلب على خدمة، والو… نفيت راسي بين المدن، حتى الوالدين ولات عندهم نظرة ديال الإحباط، وأنا ما بقيتش عارف شنو ندير”.

 

أما سلمى، شابة حاصلة على دبلوم في الإعلاميات، فتقول: “كنت كنحلم نكون مستقلة، نخدم ونعاون راسي، لكن الواقع صدمني… بديت نفقد الثقة فراسي، وحتى النعاس مبقاش كيجيني”.

 

يرى عدد من الأخصائيين النفسيين أن هذه الظاهرة ليست فقط انعكاساً لظروف اجتماعية صعبة، بل مؤشراً مقلقاً على تدهور الحالة النفسية لجيل بأكمله. الأرق المزمن، حسبهم، قد يكون بوابة إلى أمراض نفسية أكثر تعقيداً كالاكتئاب، القلق المزمن، والإحساس بالفراغ والعجز.

 

في الوقت الذي يطمح فيه الشباب إلى وطن يحتضن طاقاتهم ويقدر كفاءاتهم، تظل الأسئلة معلقة، والأمل مؤجلاً، في انتظار مبادرات فعلية تُعيد الثقة، وتفتح أبواب العمل، وتُعيد للنوم طعمه المفقود في أعين شباب يُصارع ليلاً طويلاً من الهموم.