جريدة أرض بلادي -تحقيق استقصائي من إعداد: عزيز الديواني
شهدت منطقة ليساسفة 1، الواقعة على أطراف الدار البيضاء وبالضبط عند نهاية خط الترامواي، عملية هدم لسوق عشوائي كان يشكل نقطة سوداء في البنية العمرانية للمنطقة. خطوة طال انتظارها من طرف الساكنة، غير أن الحلم بتحسين الفضاء المجالي سرعان ما تبدد، ليحل مكانه كابوس جديد من نوع آخر، يتجلى في مخلفات الهدم و خطر لا يزال قائمًا.
رغم مرور أسابيع على عملية الهدم، ما تزال مخلفات البناء من ركام وأتربة وفضلات تحتل الموقع دون أي تدخل جاد لإزالتها. الأمر الذي فتح الباب أمام انتشار القوارض والحشرات الزاحفة، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة، مما تسبب في معاناة كبيرة للسكان المجاورين، وخصوصًا العائلات التي تقطن في محيط السوق المهدم.
بحيث” تحول المكان إلى بؤرة بيئية خطيرة، نغلق النوافذ يومًا كاملًا خوفًا من دخول الفئران أو الصراصير”، تقول سيدة تقطن بإحدى العمارات المجاورة للموقع.
جمالية المنطقة على المحك
لا يخفى على أحد أن الأرض التي كان يحتلها السوق العشوائي تقع في موقع استراتيجي، على مقربة من نهاية خط الترامواي، وهو ما كان يُفترض أن يُحولها إلى فضاء عمومي نموذجي أو مشروع تنموي يرفع من قيمة المنطقة.
لكن الواقع الحالي يقول شيئًا آخر: ركام، روائح، مناظر مشوهة، وساحة مهجورة تفتقر لأدنى معايير السلامة والنظافة، وهو ما يطرح تساؤلات مشروعة حول الجدوى من عملية الهدم إن لم تتبعها خطة إعادة التأهيل.
من يملك الأرض؟ ومن المسؤول؟
تفيد مصادر محلية أن الأرض تعود ملكيتها إلى جماعة الحي الحسني، ما يعني أن القرار والميزانية لتأهيلها أو إعادة توظيفها يفترض أن يكون بيد الجماعة. غير أن الصمت المطبق يثير استغراب المتتبعين، خصوصًا في ظل عدم تواصل أي مسؤول مع الساكنة أو إصدار بلاغ رسمي يوضح مستقبل هذا الموقع الحيوي.
مشروع مؤجل أم غياب رؤية؟
في غياب معلومات واضحة، تتعدد التأويلات: هل هناك مشروع فعلي مبرمج في هذه البقعة؟ هل تعيش الجماعة حالة من التردد أو نقص في الميزانية؟ أم أن غياب التنسيق بين الجهات المحلية يعطل اتخاذ القرار؟
وفي كل الأحوال، فإن التأخر في التدخل لا يخدم مصالح الساكنة ولا صورة المنطقة ككل.
خلاصة: سؤال إلى من يهمه الأمر
إن عملية الهدم كانت مطلبًا شعبيًا وقرارًا في الاتجاه الصحيح، لكنها فقدت قيمتها في ظل غياب أي رؤية بديلة تعالج آثارها وتعيد تهيئة الفضاء المتروك. الوضع في ليساسفة 1 اليوم يستدعي تدخلاً مستعجلاً، ليس فقط لإزالة الركام، بل لإعادة الاعتبار لمنطقة تستحق أن تتحول إلى نقطة إشعاع عمراني، لا إلى مجرد أرض مهملة قرب محطة الترامواي.