مراكش تستقبل المعرض الدولي “إفريقيا… مهد الحياة”: رحلة علمية تعيد اكتشاف تاريخ القارة وأسرارها العميقة

ارض بلادي -اسماء بومليحة 

 

افتتحت بمدينة مراكش، ابتداءً من 28 نونبر 2025، أولى فعاليات المعرض الدولي “إفريقيا… مهد الحياة”، المنظم بمدينة اللغات والثقافات التابعة لجامعة القاضي عياض، في حدث أكاديمي وثقافي بارز يحتفي بالتراث الأحفوري والجيولوجي للقارة الإفريقية ويكشف عن جذورها باعتبارها مصدر الحياة الأولى على الأرض.

تظاهرة علمية تعيد كتابة الذاكرة الطبيعية للقارة

يأتي هذا المعرض ضمن مبادرة أكاديمية دولية تروم إبراز التنوع الواسع والغنى الطبيعي الذي تحمله إفريقيا في سجلّها الأحفوري. ومن خلال عرض بصري حديث وتقنيات تفاعلية متطورة، يقدم المعرض مسارًا علميًا شاملاً يعيد الزائر إلى ملايين السنين، مستعرضًا تطور الحياة منذ ظهور الكائنات الأولى وصولًا إلى الإنسان العاقل.

ويتميز الحدث بدمج المعرفة العلمية الدقيقة مع محتوى بصري مشوق، من خلال خرائط جيولوجية، منصات رقمية، ونماذج ثلاثية الأبعاد لأهم الحفريات المكتشفة في القارة، مما يجعل التجربة مفيدة وممتعة في آن واحد للباحثين، الطلبة، والمهتمين بالتراث الطبيعي.

تعاون إفريقي – دولي يعزز البحث العلمي

المعرض يشهد مشاركة واسعة لخبراء من الغابون، موريتانيا، ليبيا، وناميبيا، إلى جانب تعاون علمي مع مؤسسات دولية بارزة، في مقدمتها جامعة بواتييه الفرنسية. ويهدف هذا التعاون إلى فتح نقاش علمي موسّع حول التراث الأحفوري وتعزيز الشبكات البحثية بين الجامعات الإفريقية ونظيراتها في العالم.

كما يوفر الحدث فضاءً لتطوير مشاريع بحثية مشتركة في علوم الجيولوجيا والحفريات والبيئة، إلى جانب ندوات علمية وورشات تكوينية موجّهة للطلبة، مما يعزز مكانة مراكش كمركز للبحث العلمي.

إفريقيا… أصل الحياة ومهد التطور البشري

يركز المعرض على إبراز مكانة إفريقيا باعتبارها الحاضنة الأولى لأشكال الحياة على الأرض، حيث تحتوي على أحد أغنى الأرشيفات الأحفورية عالميًا. ويتوقف الزوار عند العديد من الاكتشافات الكبرى، من آثار الديناصورات إلى بقايا “أقدم إنسان عاقل” التي كشف عنها المغرب في موقع جبل إيغود.

ويُظهر المعرض الدور البارز للمغرب في البحث الأحفوري، باعتباره فاعلًا رئيسيًا في اكتشافات غيّرت فهم البشرية لتاريخها.

مدينة العلم والثقافة… مراكش تعزز موقعها

اختيار مدينة مراكش لتنظيم هذا الحدث يعكس مكانتها المتنامية كعاصمة علمية وثقافية تستقطب كبرى التظاهرات الدولية، بفضل تطور بنيتها الجامعية وتعدد مراكز البحث بها. كما يؤكد هذا الاختيار التوجه الوطني الرامي إلى تعزيز دور المغرب كقطب إفريقي قوي في علوم الأرض والبحث التراثي.

برنامج علمي وثقافي يمتد إلى فبراير 2026

تستمر فعاليات المعرض إلى غاية 28 فبراير 2026، وتتضمن:

محاضرات يؤطرها باحثون من داخل وخارج إفريقيا

ورشات تعليمية موجهة للتلاميذ والطلبة

عروضًا فنية تُبرز الهوية الثقافية الإفريقية

لقاءات للنقاش العلمي وتبادل التجارب بين الخبراء

ويتيح المعرض لزوار المدينة الحمراء فرصة فريدة لاكتشاف تاريخ القارة من زاوية علمية معمقة، تجمع بين المعرفة والمتعة وتعيد قراءة الماضي لفهم حاضر إفريقيا ورسم معالم مستقبلها.