جريدة أرض بلادي – شيماء الهوصي –

شهدت جماعة السعادة ضواحي مراكش، صباح اليوم الاثنين 24 نونبر، وقفة احتجاجية نظمها صناع الفخار التقليديون للتعبير عن غضبهم من “الغزو المتصاعد للآلات الحديثة” التي باتت تهدد مصدر رزقهم وتراثهم الحرفي العريق.
الحرفيون المشاركون في الوقفة أكدوا أن إدخال الآلات في صناعة الفخار التقليدي يهدد حياة آلاف الأسر. أحد معلمي الفخار، الذي راكم 39 سنة من الخبرة، أوضح أن أكثر من 2000 عائلة تعتمد بشكل مباشر على الصناعة اليدوية، خاصة في مدن مثل فاس ومراكش، حيث تشكل الصناعة التقليدية ركيزة اقتصادية وثقافية مهمة.
ويعتبر الحرفيون أن الصناعة اليدوية ليست مجرد نشاط اقتصادي، بل هي “آخر ما تبقى من الهوية المغربية الأصيلة”، على حد تعبير أحدهم، مشيراً إلى أن “دولاً أخرى تحاول تقليد هذا الإرث وسرقته في غياب حماية حقيقية”.
كما دعا المحتجون مختلف المسؤولين والقطاعات الحكومية المعنية —بما فيها الوزارة الوصية— إلى التدخل العاجل من أجل إنقاذ هذا القطاع من الاندثار، مؤكدين أن استمرار انتشار الآلات الحديثة سيؤدي إلى بطالة واسعة وتدهور اقتصادي واجتماعي داخل الفئات التي تعتمد على هذه المهنة.

ولم يفت الحرفيين التذكير بمبادرات سابقة لدعم الصناعة التقليدية، حيث استحضر أحدهم تدخل الملك الراحل الحسن الثاني الذي استدعى معلماً من فاس لحل أزمة مماثلة. كما أشار آخرون إلى مبادرات الملك محمد السادس لدعم القطاع، وإن كانت لم تعرف الاستمرارية اللازمة لتحقيق أهدافها.
وفي ختام الوقفة، جدد صناع الفخار نداءهم إلى المسؤولين، وفي مقدمتهم لحسن السعدي، بضرورة الوقوف إلى جانبهم دفاعاً عن مهنة تعد جزءاً من الهوية الوطنية وتراثاً حضارياً يقاوم الاندثار.
