مريم التوزاني بمراكش: فيلمي “زنقة مالقة” – الجسد ليس مشهدًا جريئًا… بل لغة فنية حرة

جريدة أرض بلادي – شيماء الهوصي –

في حديث لها على هامش مشاركتها في مهرجان سينمائي، ردّت المخرجة المغربية مريم التوزاني على سؤال اعتبرته “غريبًا” حول وجود مشاهد جريئة في أفلامها، مؤكدة أن ما يُعرف بالجرأة في السينما غالبًا ما يُساء فهمه.

تقول التوزاني إن المشاهد التي يُنظر إليها على أنها “جريئة” ليست هدفًا للإثارة، بل جزء من رؤية فنية تعكس الإنسان والجسد والحياة بطريقة صادقة وطبيعية. وتضيف أن الفن يجب أن يظل مساحة للحرية، وأن فرض أسلوب أو منظور واحد على المبدع أمر “غير منطقي”

تشدد التوزاني على أن أفلامها لا تحتوي على مشاهد تُقحم فقط لغرض الإثارة، وتوضح:

“لا يوجد شيء من هذا القبيل في أفلامي… كل عام هناك من يعطي رأيه، لكن الحقيقة أن الأمر مختلف كليًا”.

وتقدم مثالًا من أعمالها التي تناولت علاقة الإنسان بجسده عبر مراحل العمر، مؤكدة أنها أرادت إظهار الجسد البشري في كل مراحله، بعيدًا عن المفهوم السطحي الذي يربط الجمال بالشباب فقط:

“الجسد جميل في كل مرحلة من العمر، ويمكن أن نراه كما نشاهد تمثالًا أو منحوتة… طبيعي وجميل”.

تؤكد التوزاني أنها تدرك أن هناك جمهورًا لا يود مشاهدة هذا النوع من الأفلام، مشيرة إلى أن السينما تمنح الناس حرية الاختيار:

“كل واحد حر في أن يشاهد الفيلم أو لا… والمشاهد يعرف مسبقًا نوع العمل الذي سيشاهده”.

وترى المخرجة أن الجدل حول تمثيل الجسد طبيعي، لأن لكل شخص علاقة مختلفة بجسده والعالم من حوله.

“لا توجد طريقة واحدة للتعبير، ولا يمكن لأي شخص أن يفرض على الآخر رؤيته. الفن يجب أن يبقى حرًا”.

تؤكد التوزاني أنها تتعامل مع الإنسان والجسد بعيدًا عن القوالب النمطية، ولا تعتبر الجسد موضوعًا ممنوعًا أو مسكوتًا عنه:

“نحن نتعامل مع البشر كإنسان… بلا تصنيفات زائدة”.

وتختم بأن السينما بالنسبة لها ليست مجرد سرد لقصص، بل مساحة للتفكير والتساؤل وإعادة النظر في المفاهيم الاجتماعية التي تحد من حرية التعبير الفني.

وأضافت المخرجة موضحةً أعمالها:

“فيلمي زنقة مالقة يعكس هذا النهج في تناول الجسد والحياة اليومية للإنسان المغربي بطريقة صادقة وطبيعية”.