جريدة أرض بلادي – محمد كرومي –
في زيارة ميدانية غير متوقعة، فجّرت النائبة البرلمانية هند بناني رطل عن حزب العدالة والتنمية، ممثلة جهة الدار البيضاء-سطات، قنبلة من العيار الثقيل خلال جولتها التفقدية لعدد من المشاريع المتعثرة بإقليم سيدي بنور، كاشفةً بذلك واقعاً مأساوياً يعيشه الإقليم في ظل غياب تام لصوت المنتخبين المحليين تحت قبة البرلمان.
وقد انطلقت الجولة من المستوصف الصحي بجماعة كرديد، الذي وقف الوفد الحزبي والإعلامي المرافق لها على وضعه الكارثي، حيث يعيش المركز وضعية مزرية تفتقر لأبسط الخدمات الصحية، وهو ما لا يليق بكرامة ساكنة العالم القروي التي تعاني في صمت.
كما شملت الزيارة الثانوية الإعدادية بجماعة أولاد عمران ودار الطالبة بجماعة الغنادرة، وهما مشروعان يفترض أن يخدما شباب المنطقة، إلا أنهما تحولا إلى أطلال منسية، شاهدة على غياب التتبع والمساءلة.
ولم تقف الجولة عند حدود المؤسسات التعليمية والصحية، بل شملت أيضاً الطريق الإقليمية رقم 3434 الرابطة بين الزمامرة وسيدي بنور عبر أولاد بوعنان، والتي تعاني من وضعية متردية رغم أهميتها الحيوية.
الوفد البرلماني التقى خلال هذه الجولة عدداً من الفاعلين المدنيين والحقوقيين، إلى جانب مواطنين عبروا عن استيائهم من الفشل المتكرر للمشاريع المبرمجة، سواء في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أو عبر بعض الجماعات المحلية، والتي لم تجد سبيلاً إلى التنفيذ بسبب ما وصفوه بـ”غياب الإرادة السياسية” من الجهات المسؤولة.
النائبة بناني، ورغم عدم انتمائها الترابي للإقليم، وعدت برفع هذه الملفات الساخنة إلى البرلمان، مؤكدةً أن هموم المواطنين لا تعرف حدوداً جغرافية. وبذلك، تكون قد قامت بمبادرة استثنائية لملء فراغ تركه ممثلو الإقليم الذين اختفوا عن الأنظار، تاركين الساكنة تواجه مصيرها لوحدها.
في ظل هذا الواقع، يبقى السؤال معلقاً: من يحاسب المسؤولين عن هذا الإهمال؟ ومن يعيد الأمل للمواطن في مشاريع تنموية حقيقية تعيد الحياة إلى مناطق ظلت لعقود على هامش التنمية؟