من وجدة إلى لݣويرة… تحت ظل العرش العلوي المجيد من الأسد إلى الشبل… مسيرة وطن موحد لا تنكسر

             من الأسد إلى الشبل ………مسيرة وطن لا ينكسر 

    من وجدة الأبية، من شرق الوطن حيث تشرق شمس العزّ، وتتعانق القلوب على حب المغرب، نستلهم فخرنا من ملوكنا الأبرار، الذين نسجوا من إخلاصهم للوطن مجدا خالدا، ومن حكمتهم وعزمهم مسيرة لا تنكسر، ولا يزول أثرها.

منذ أن دوّى صوت المغفور له بإذن الله الحسن الثاني داعيا شعبه إلى المسيرة الخضراء، اهتزت الأرض بوقع الإيمان، وارتجت القلوب بعشق الوطن. كانت الصحراء آنذاك نداء يتردد في أعماق كل مغربي، نداء للجذور التي لا تموت، والحق الذي لا يزول. تقدم الملك القائد صفوف شعبه، فكانت المسيرة أكثر من خطوات على الرمال، كانت عبورا نحو المجد، وعهدا أبديا بين العرش والشعب. لم تكن مسيرة من حجر ورمل، بل مسيرة وعي ووحدة ووفاء، قادها ملك جسد في حكمته الإيمان، وفي صموده العزة، وفي رؤيته الخلود.

ثم تسلم الشبل إرث الأسد… فواصل صاحب الجلالة الملك محمد السادس المسيرة، لا بشعارات تتلى، بل بإنجازات ترى و تلمس، وتحاكي واقع الوطن وتطلعات شعبه. فقد جعل من رمال الصحراء حدائق أمل، ومن مدنها فضاءات نموّ تنبض بالحياة، ومن صحرائه جسور تواصل تربط إفريقيا بروح المغرب المتجددة. لم تعد الصحراء قضية يدافع عنها بالكلام، بل واقع نابض بالإنجاز، تجسده المشاريع العملاقة، والمواقف الدبلوماسية الراسخة، والرؤية التنموية التي جعلت من الجنوب المغربي منارة تنير القارة.

والقرار الأممي الأخير الذي اعترف بعدالة الموقف المغربي، ما هو إلا ثمرة صبر طويل، و رؤية ملكية متبصرة، وعمل دؤوب، بني بالحكمة والتبصر. فكما كانت المسيرة الخضراء ملحمة تحرير واسترجاع، كانت مسيرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس ملحمة ترسيخ وبناء وتثبيت. وإن اختلفت الوسائل بين الأمس واليوم، فإن الهدف واحد: وحدة الوطن وكرامته، والمبدأ واحد : لا تهاون في الحق، ولا تراجع عن السيادة.

وسيظل 31 أكتوبر 2025 تاريخا محفورا في ذاكرة الزمن، كما حفر 6 نونبر 1975، فتحان مبينان في مسار واحد، طريق من نور وعز ووفاء. فتح رسخ المغرب في ذاكرة العالم، وخلد في قلوب أبنائه معنى النصر الحق، النصر الذي يولد من الإيمان والصبر.

          وكيف لا، وقد قال الله تعالى في محكم تنزيله:

                “إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا” [الفتح: 1]

فكما فتح الله على رسوله ﷺ فتح مكة المكرمة، فتح الله على أحفاد رسول الله ﷺ ، باني المسيرة الخضراء مولانا الحسن الثاني طيب الله ثراه، وسليل مجده صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده. فتح للحق، وفتحٌ للسلام، وفتح للوحدة التي تتجاوز الحدود نحو مستقبل مشرق بالأمن والازدهار.

لقد جمع صاحب الجلالة الملك محمد السادس شتات الرؤى كما جمع والده من قبل قلوب الملايين، فتوحدت الصفوف، واشتدت العزائم، وصار المغرب نموذجا يحتذى في الثبات والوفاء. من الحسن إلى محمد، تنتقل المشاعل مضيئة بنفس البصيرة، والعزم، والحب الخالد للأرض و الإنسان.

إنها قصة وطن يكتب مجده الملوك بحكمتهم وعطائهم، ويدعمه دماء الأبطال الذين ضحّوا في سبيله، ويكتمل بعطاء الرعية الوفية. وطن يعرف أن الوحدة ليست مجرد قرار يتّخذ، بل روح تسكن القلوب وتورّث جيلا بعد جيل. وهكذا سيظل المغرب، من الشمال إلى الجنوب، ومن وجدة إلى لݣويرة، نبصا واحدا وصوتا واحدا تحت راية خالدة، وشعار خالد: الله، الوطن، الملك.

اللهم احفظ ملكنا الهمام صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ووفقه لما فيه خير البلاد والعباد، وأدم على وطننا العزيز نعمة الأمن والاستقرار، وأحط عرشه المكين بسياج العز والتأييد. اللهم بارك في ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي الحسن، وشد أزره بصنوه السعيد الأمير مولاي رشيد، واحفظ سائر أفراد الأسرة العلوية الشريفة بما حفظت به الذكر الحكيم. اللهم ارحم باني المسيرة الخضراء، ومبدع وحدتنا الوطنية جلالة الملك الحسن الثاني، وأكرم مثواه، واجزه عن وطنه وشعبه خير الجزاء.

اللهم اجعل راية المغرب خفاقة بالعز والنصر، و بارك في شعبه الوفي، وحقق على يديه مزيدا من الرفعة و الوحدة والازدهار. اللهم كما وحّدت قلوبنا في المسيرة الأولى، فوحد كلمتنا اليوم وغدا على حب الوطن ورايته الخالدة، من وجدة إلى لݣويرة، تحت ظل العرش العلوي المجيد. آمين.

  بقلم المواطنة المعتزة، من رعايا “مولانا جلالة الملك محمد السادس”، نصيرة بنيول  ـ وجدة ـ المغرب