موندياليتو ….المغرب قبلة العالم مجددا

جريدة أرض بلادي -هيئة التحرير-و.م.ع

مرة أخرى، ستتجه أنظار عشاق كرة القدم في العالم نحو المغرب، الذي أبهرهم في مونديال قطر 2022، ليتابعوا مباريات كأس العالم للأندية؛ الموندياليتو، المزمع تنظيمه في ملعب الأمير مولاي عبدالله بالرباط وملعب طنجة الكبير.

سبق للمغرب أن حظي بشرف تنظيم هذه المنافسة الكروية العالمية، إذ نظمها في دورتي 2013 و2014، ليكسب ثقة الاتحاد الدولي “فيفا”، ومعها كل الفاعلين الآخرين في المجال، ولاسيما الأندية الكبيرة، التي تحرص على أن تظهر صورتها قوية ولامعة، عبر كل الوسائط، لربح المزيد من المعجبين، وبالتالي المزيد من المكاسب، في ظل اشتداد التنافس حول جذب ألمع اللاعبين، وما يتطلبه من موارد مالية كبيرة.

 

تتزامن النسخة الجديدة لكأس العالم للأندية مع الذكريات الطازجة لمونديال قطر، حيث خلف المنتخب الوطني المغربي صورة رائعة، كما خلف جمهوره؛ في قطر، وفي المغرب، وعبر العالم، صورة مبهرة، وهو ما توج بالاستقبال الملكي والشعبي، في العاصمة الرباط، وتوشيح جلالة الملك لرئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، والناخب الوطني، وليد الركراكي، واللاعبين، الذين حضروا إلى القصر الملكي مرفوقين بأمهاتهم، في مشهد رائع.

 

وفي الرباط كما في طنجة، سيكون الجمهور العالمي محظوظا وهو يعيش على وقع التاريخ والحاضر، في آن معا. فسواء تعلق الأمر بالعاصمة الإدارية أو بعروس الشمال، فكلاهما يحبل بسجل تاريخي ثري جدا، وبحاضر يغري بالمعايشة. وإذن فالاختيار كان في محله، لاسيما وأن الجماهير سيتاح لها أن تتنقل بين المدينتين دون عناء كبير، بفعل توفر وسائل النقل، والبنيات التحتية المساعدة على ذلك، وبخاصة القطار فائق السرعة؛ البراق.

 

ولأن المغرب بلد مضياف، فإن أولى الإشادات بكرم الضيافة بدأت تلوح في الأفق قبل صافرة البداية للموندياليتو، إذ أبدى مسؤولو أوكلاند سيتي والأهلي المصري، الناديان اللذين وصلا إلى مدينة طنجة، سعادتهما الكبيرة بحسن الاستقبال وكرم الضيافة. ونشر كثيرون، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صورا وفيديوهات قصيرة لبعض المشاهد الجميلة من الرباط وطنجة، وغيرهما، استحسنها المغاربة أنفسهم، بما أنها تستحق الفخر بالفعل.

 

الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، ومواقع التواصل الاجتماعي للاتحاد، قدما، بدورهما، صورة مشرقة عن المغرب، مبرزين قدراته الكبيرة على التنظيم، بفعل ما يتوفر عليه من بنيات تحتية مميزة، سواء تعلق الأمر بالملاعب الكبيرة، التي يفترض فيها احتضان المباريات، أو الملاعب الملحقة الخاصة بالتداريب، أو بقية التوابع الخاصة بالجانبين الطبي والفني، وغيرها.

 

الجماهير المغربية، التواقة لمشاهدة المزيد من المباريات الممتعة، خاصة وهي تتابع عن كثب تطور الكرة العالمية، وتعرف حق المعرفة أفضل الأندية وأبرز اللاعبين والمدربين، وتميز بين الخطط، مثلما تعرف خبابيا التحكيم وآلياته الحديثة، أرسلت إشارات قوية إلى المعنيين، بشرائها لتذاكر المباريات، مفادها أنها ستكون حاضرة في الموندياليتو، للتشجيع، والتصفيق، والتنويه، ولكن أيضا، وهو الأهم، لصناعة الفرجة، مثلما عد فيها عبر كل الملاعب المغربية، بل وحتى ملاعب عالمية؛ والشاهد مونديالا روسيا 2018 وقطر 2022.

 

وفضلا عن أنها ستشجع نادي الوداد الرياضي، ممثل المغرب والقارة الإفريقية، إلى جانب الأهلي المصري، فهي ستكون مظهرا آخر من مظاهر الاحتفاء بالتظاهرة الكروية العالمية، فضلا عن كونها مظهرا من مظاهر نجاحها، وانتشارها، وهي تعيش نسختها الأخيرة بهذا العدد من الأندية، وقد تقرر رفع عدد المشاركين في النسخ المقبلة.

 

ها هي إذن كل عناصر النجاح وقد توفرت للموندياليتو، حتى قبل بدايته. ومع أن منح شرف الاحتضان لم يأت مبكرا، إلا أن المعنيين في المغرب لم يلتفتوا إلى ذلك، بل شمروا عن سواعدهم، وباشروا الإعداد لمنح التزاهرة الكروية العالمية ما تستحقه من تكريم، بتهييء ملعب الرباط وطنجة، ومحيطهما، فضلا عن تحضير حفل افتتاح مميز، والاهتمام بكل التفاصيل اللازمة لسير كأس العالم للأندية كما ينبغي.

 

وبما أن المغرب مرشح، وبقوة لاستضافة نسخة 2025 من كأس إفريقيا للأمم، فإن المشاهد التي شاعت في العالم، عبر السوشل ميديا، والمواقع الإخبارية، والفضائيات، وغيرها، قدمته مستحقا لتلك الاستضافة، بجدارة، لاسيما وأنها أظهرته على طبيعته، بلدا ينعم بالاستقرار، وبحسن الاستقبال، وبالقدرة على التنظيم، وضمان الأمن، ويمتلك البنيات التحتية والموارد البشرية المؤهلة لاحتضان حدث كروي قاري كبير، يحضره عدد مهم من المنتخبات، يصل إلى 24 منتخبا.

 

بكلمات أخرى، فالمغرب سيصبح قبلة للعالم باحتضانه للموندياليتو. والمفاجآت الكبيرة لن تتوقف.