جريدة أرض بلادي-ليلى تويجري-
فصل بأربعة فصول يجمع بين برد الشتاء وحرارة الصيف وصحو الربيع،ذاك هو فصل الخريف الذي نثر أوراقه الذهبية على الثرى،وأكسب الطبيعة حلة براقة بلون الشفق مما زادها بهاء.
تهب رياحه مجثتة كل فاسد وآيل للسقوط لتتنفس أغصان الأشجار وجذورها فتعانق أشعة الشمس الدافئة وترمي كل الطفيليات المؤذية.
وفيه تهاجرالطيور في أسراب منظمة لتبني أوكار جديدة في مواطن آمنة لتحقق عيشا أفضل،وقبل اتخاذ المسار تحدد الموقع والوجهة.
وفيه تنعم الأرض بسكون وهدوء خيالي لتستعد لتلقي قطرات غيث تلفظ عنها غبار السنة،وفيه أيضا تجنى أحلى الثمار…..
كذلك خريف الحياة الذي يعتبره الشعراء رمز الكآبة والنهايات الحزينة هو ولادة جديدة لحياة مزهرة أخذت من الطفولة دفئها وبراءتها ومن الشباب حرارته وعنفوانه ومن ربيع العمر الخبرة والحكمة،فاكتمل نضجها وأعادت ترتيب أولوياتها ثم انطلقت في حماس لتحقيق ذاتها – بعد فترة هدوء تلتها رياح نفضت عنها بؤس السنين – وتنعم بالراحة في مرحلة العمر الذهبية.
إنه فعلا سيد الفصول ورياحه كم قال عنها محمود درويش:”رياح الخريف تكنس الشارع وتعلمني مهارة الحذف..”????
